اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: عبادة القلوب ,, السبت 29 مارس 2014 - 16:51
الكثير منا يصلي ويصوم ويقرأ القران وربما يكثر من الذكر ومع ذلك لايشعر بلذة العبادة كما لايشعر أن حالته تغيرت وكذلك لايزال مهموم، همه إن أبعد عنه شبرا لا يلبث ان يعودله مرة أخرى ويلتصق به .. لم يتغير فيه شيء بعد كل هذه العبادة ... هل تعرفون السبب حيث أننا تعبدنا الله بجوارحنا فقط وعطلنا (عبادة القلوب) وهي الغاية وعليها المدار والأعمال القلبية لها منزلة وقدر، وهي في الجملة أعظم من أعمال الجوارح إننا حين نصلي قيام وقعود ركوع وسجود تتحرك جوارحنا قلوبنا لا تصلي فهي لاهية في امور الدنيا لا متدبرة ولا خاشعة فلا يكون لصلاتنا أثر ولا معنى فلا هي تنهانا على المنكر ولا هي تجلو عن قلوبنا الهم . وكذلك في تلاوتنا للقرآن الكريم فكيف هي أوضاعنا .... ألسنتنا تلهج بالقراة تتحرك شفاهنا وتعلوا أصواتنا وقلوبنا تجول في الدنيا وتصول لاهية فهي لم تقرأ معنا ولم تتدبر؟؟ وكذلك في صيامنا لم نستشعر لذة الصوم واحتساب الاجروكف النفس عن اللغو والصخب وتدبر أمر الله واستشعار الخضوع له. المسألة كبيرة جدا فمن أراد السعادة والثمار الحقيقية من طاعة الله جل جلاله فليتعبد الله بالقلب مع الجوارح (فإن صلح القلب صلح سائر الجسد)ـ وقد نحسن كثير من العبادات كالصلاة والصدقة والعمرة لكن لانحسن عبادة القلب مع أن عبادات الجوارح صلاحها في إتصال القلب وقيامه معها اضافة الى ان للقلب عبادات مستقلة كالتوكل ,والحب , وحسن الظن , والصبر , والرضى عن الله , وتعظيم الله جل جلاله الا إن قلوبنا لازالت تغرق.....في الدنيا فقط أم أننا عطلنا القلب فلا توكل ولا تفويض ولا صبر ولا حسن ظن إن أصابنا ضر هلعناوجزعنا وأكثرنا الشكوى والأنين ولربما والعياذ بالله تسلل الى قلوبنا القنوط الله لا ينظر إلى أجسادنا ولكن ينظر إلى قلوبنا التي في الصدور هل قلبك خاضع وخاشع لله سبحانه وتعالى قائما بعبادة الله كما امر؟؟ هل توكلت على الله حق توكله وصدقت في الإعتماد عليه وفوضت أمرك إليه ؟ أم أن ثقتك في الخلق أكثر من ثقتك في الله؟ هل أمتلىء قلبك حبا لله وخشية منه ورجاء له وحده؟ كيف قلبك مع الصبر والرضى بما قدرالله جل جلاله؟ ان المؤمن يحتاج للمجاهدة فالقلب سريع التقلب ومن ظفر بعبادات القلب سعد بالحياة الحقيقية 'فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يتلذذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه استشعر لذة القرآن .. لذة مخاطبة الملك الدين الله فحين تستشعر لـذة العـبـادة تـحتقر لـذة المعصـية .. موقف بين يديه في الصلاه وموقف بين يديه يوم لقائه فمن قام بحق الموقف الاول هون عليه الموقف الآخر ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفيه حقه شدد عليه ذلك الموقف والقلب إذا تعلق بشيء عز اقتلاعه منه. ففي بعض الأوقات قد يفيد تذكر الذنب لينكسر القلب بين يدي الله إذا رأى العبد من نفسه عجبا أو كبرا.. فإذا تذكر ذنبه ذل لله.. ولكن ينتبه .. أنه إذا رأى من نفسه أنها إذا تذكرت سابق ذنبها تشتاق للرجوع اليه وتتردد خواطرها للعودة للمعصية فلينسى ذنبه.. فلكل نفس ما يصلحها.. وقد يكون فيما يصلح غيرها ما يفسدها هي.. وكلّ أعلم بنفسه وأحوالها وإن غلبه الشيطان فأنساه.. نعم نقول ينسى ذنبه إذا رأى من نفسه توقا إلى المعصيه.. وفي هذا يقول بعض السلف : ـ" إنّك حال المعصية كنت في حالة جفاء مع الله سبحانه وتعالى.. اما بعد التوبة فقد أصبحت في حالة صفاء مع الله عز وجل.. وإنّ ذكر الجفاء في وقت الصفاء جفاء ".ـ لذا.. انس ذنبك .. ولا تفكر فيه.. حتى لا تتردد في قلبك لواعج المعصية.. أو تتذكر حلاوة مواقعة الذنب. أن تهجر مكان المعصية تماما.. لا تعود إليه.. إنّ البكاء على الأطلال سمة من تعلقت قلوبهم بغير الله.. فمن كانت له علاقة وتاب الله عليه.. تجده اذا سلك طريق يربطه بالمعصية تلاحظ انه يتذكرها ويستعيد في مخيلته أيام المعصية.. لذا إذا أردت المحافظة على توبتك اهجرالمكان.. ولا تعود إليه مرة أخرى.. لا تمربه.. وإذا مررت به تذكر نعمة الله عليها وقل الحمد لله الذي عافاني.. فغيرك ما يزال يسير في طريق اللهو.. لايستطيع الفكاك منه.. وابكي على معاصيك.. وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم:ـ ـ" لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا ان تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم.. لا يصيبكم ما أصابهم ".ـ أخرجه البخاري فالذي يريد النجاة لا يسكن في أرض موبوءة فإن ميكروب المرض لا بد أن يصيبه.. لا بد من هجر أماكن المعصية.. وهذا ما قاله صلى الله عليه وسلم اللهم أذقنا برد عفوك.. ولذة عبادتك.. وحلاوة الايمان بك.. استشعار لذة العبادة.. لماذا؟.. لأنك إذا استشعرت لذة العبادة فإنك تستعيض بها عن لذة المعصية.. إن للمعصية ولا شك للغفلة لذة ولسقيم القلب متعة.. ولكن إذا استشعرالعب لذة العبادة.. إذا سجد تمتّع واستشعر لذة القرب من الله وعرف حب الله.. وعلم لطف الله تعالى بعباده.. علم كرمه وجوده.. فإذا استشعرت كل هذا فاض قلبك بالإيمان وزاد.. وكلما خطرلك خاطر المعصية هرعت الى الصلاة.. كيف لا والرسول يقول ارحنا بها يا بلال وإذا استشعرت لذة تلاوة القرآن.. لذة مخاطبة الله له.. مخاطبة ملك الملوك له.. رب الأرباب.. القاهر المهيمن.. حين تستشعر لذة العبادة تحتقر لذة المعصية وتستقذرها..