قبة الصخرة ..

مفخرة العمارة الإسلامية ومحط أنظار الشرق والغرب بما فيها من سحر في البناء وبهاء في المنظر, انها القبة الذهبية قبة الصخرة المشرفة...
سميّت بذلك نسبه للصخرة التي وقف عليها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قبل انطلاقه الى السماء على البراق ليلة الإسراء والمعراج, ويورد بعض الباحثين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أول من فكر في تكريم الصخرة, فأمر بانشاء تصميم خشبي فوقها حماية لها,وليكون مصلى للناس, ثم شيد الخليفة عبد الملك بن مروان مبنى قبة الصخرة سنة 69هجري/688ميلادي معتمدا على مهندسين أكفاء من أهل الشام , الذين طالما اعتمد عليهم البيزنطيون في فنون العمارة , وكان هدف عبد الملك أن يكون بناؤها جميلا يتناسب مع مكانة هذه الصخرة في قلوب المسلمين , وحقا كانت القبة آية في فن العمارة وما تزال حتى اليوم بناءً فريداً في شكله ومكانته بين مساجد العالم الإسلامي.

والصخرة كتله ضخمة من الحجر الصلب الأصم طولها 87.70م وعرضها 13.50م جرداء قاتمة اللون غير مشذبة, وتقوم القبة التي تعلوها على أربع دعائم مستطيله بين كل دعامة وأخرى ثلاثة أعمدة تعلوها أقواس رخامية ذات ألوان رائعة, فتحت فيها 16 نافذة يتخللها الزجاج المذهب لينفذ منها النور , وفي أعلى رقبة القبة كتبت آيات من سورة طه بماء الذهب وبالخط النسخي , وفوق كل ذلك قامت القبة العظيمة على قاعدة مستديرة قطرها 20.44م وارتفاعها 31.5م , وتتألف من طبقتين خشبيتين كُسيت الطبقة الخارجية منها بصفائح رصاصية ثبت عليها 10200 لوح من النحاس المذهب, أما الطبقة الداخلية فقد زينت بالزخارف الخشبية الملونة , وبين الطبقتين جُعلت طبقة من اللباد تخفيفا لحرارة الصيف , وتألفت من كل هذا قبةٌ من أجّل القباب في العالم وأهمها.
ولهذه الصخر تاريخ كبير فقد اشتهرت بحدثين بارزين؛ أولهما أن ابراهيم الخليل عليه السلام همّ بذبح ولده اسماعيل عليه السلام على الصخرة قربانا لله وافتدى ابنه بكبش كبير , وثانيهما معراج الرسول صلى الله عليه وسلم الى السماء انطلاقا منها
ان لمخطط قبة الصخرة خصوصية نادرة في تاريخ العمارة الإسلامية , كما أنها أذهلت كل من حاول دراستها لفخامتها وتناسق أقسامها ودقة النسب الهندسية فيها .
وليس صحيحا أن بناء قبة الصخرة شيد على طراز بعض المباني الرومانية والبيزنطية ؛ لأن البناء الخارجي والداخلي لمسجد الصخرة لا يشبه أي بناء آخر , بل هو ابتكار معماري اسلامي فريد.
لقد أذهلت القبة بنائها الرائع الغرب , فها هو ذا (غوستاف لوبون) المؤرخ الفرنسي يقول: (ان بناء قبة الصخرة أعظم بناء يستوقف الناظر, وان جمالها وروعتها لا يصلان الى خيال البشر ). ويصفها أحد المهندسين بقوله: (لعل عظمتها وجمالها يعودان لما نشاهده في مخططها من البساطة والتنسيق..... حقا انها مفخرة العمارة الإسلامية)

قبة الصخرة .. 35054