العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| موضوع: الفرق بين النفس الأمارة بالسوء ووسوسة الشيطان الخميس 13 فبراير 2014 - 13:23 | |
| ليس من السهل أن نجد تعريفا محددا للنفس ولكن نستطيع توضيحها من خلال التعريف المبسط لها في القرآن الكريم فالنفس هي الجوهر البسيط المكلف بالسير في طريق الحق, وهذه النفس إنما هي طاقة محايدة ما بين الخير والشر, ولكن التوجيه الذي يقع لها هو الذي يحولها إلى طاقة خيرة أو طاقة شريرة, فمثلا تيار الماء تستطيع أن تحوله لري الأرض واستنبات النبات, أو تستطيع أن تغرق به الأرض وتقتل الحياة, فهو في الحالة الأولى خير وفي الثانية شر لكنه الماء ذاته في الحالتين لم تتغير طبيعته ولكن تغيرت وظيفته, والنفس هي المخاطبة دوما في القرآن الكريم, وهي التي تعرف النقيضين وتقدر عليهما, ومن هنا توصف الأعمال بأنها خيرأو شر, ويعاقب أو يثاب ,ولقد دل القرآن أن النفس الإنسانية لها صفات وخصائص,( الرياء ,الكبر,الغرور,الحقد ,الغضب,الحسد..)وأما صفاتها ,(أمارة بالسوء,لوامة, مطمئنة ,راضية مرضية ,) وحديثنا اليوم عن النفس الامارة بالسوء التي تذعن وتطيع ما فيها من سوء, وهي التي يستقر فيها أنواع من تلك الأمراض وتتمكن فيها, وبالتالي تصبح هي الأرض التي يعمل فيها الشيطان,فهي قد تتكون نتيجة تربية خاطئة, فمثلا طاقة التملك هي طاقة موجودة في النفس فإن تركت للضرورات وحدها تحكمها أو أهملت من لدى الأهل تتخذ بعد حين لون السرقة والغصب والنصب فما نشأ عليه الإنسان وتربى عليه يرسخ في النفس فيتحول إلى أمراض لا يستطيع التخلص منها بمفرده, وكذلك إذا ضعف الإيمان تقوى الناحية السلبية في النفس,وبالتالي فإن لهذه الحالات علاج وذلك عن طريق التوجه إلى أهل الذكر, والمقصود هنا من هم مختصون في علم التربية الذين يعالجون مثل هذه الأمراض فكما أن للأمراض الجسدية أهل اختصاص فإن لأمراض النفس أهل اختصاص,والإسلام قد أدرك هذه الطبيعة وأوجب تزكيتها أي تربيتها وجعل ذلك أمانة في عنق الوالدين وأولياء الأمور وجعل أساس هذه التزكية هو التهذيب لا الكبت فهو لا يحب أن يمحق طاقة حيوية أو يعطلهاعن عملها لأن ذلك هو إهدار لها . ولا نستطيع أن نصف النفس أنها دائما أمارة بالسوء لأن من طبيعة النفس التي خلقها الله أنها دائما في حالة هبوط وانجذاب فإما هبوط إلى الجسد وإلى طين الغرائز والشهوات وإما انجذاب وصعود إلى الروح والأخلاق الربانية فالنفس طوال الحياة في حركة وتذبذب ما بين القطب الروحي والقطب الجسدي, فمرة تطغى عليها طينيتها "فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى.." ومرة تغلب علبها شفافيتها بالتزكية "قد أفلح من زكاها" وقد بين لنا القرآن الكريم طرق تزكية النفس فتزكيه النفس لا تكون بالأعمال الصالحة فقط وإنما تكون بالأخلاق الكريمة السامية معها إذ يجب أن يجتمع الخلق والدين فالحياة منظومة متكاملة, ولكي نزكي أنفسنا يجب أن نتجه إلى الدين بجانبه السلوكي والاعتقادي والوجداني, فعلى سبيل المثال الصلاة وإتمام ركوعها وسجودها هي الجانب السلوكي ولكن يجب أن نضيف إليها الجانب الإيماني الذي يؤدي كما قال تعالى"إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" ومن ثم يأتي الجانب الوجداني" ورجل قلبه معلق في المساجد.." فيمتلئ قلبه شوقا وحبا فتتحرك المشاعر وداً وبالتالي تتحول العبادة من طقوس وعادة إلى حب وشوق للاتصال بالله ومناجاته,لذلك يجب أن يتم الإشباع الحقيقي لكل ركن من هذه الأركان الثلاثة بأن يعطي الأعمال الظاهرة حقها واليقين القلبي حقه وأن يتوجه إلى الله في طلب الإخلاص . ويجب هنا أن نفرق بين النفس الامارة بالسوء ووسوسة الشيطان, فالنفس الامارة بالسوء هي التي تحدث صاحبها بالسوء دوما لما فيها من أمراض,و أما الوسواس فهي كلمة على صيغة فعلال تفيد المبالغة والتكرار قال عليه الصلاة والسلام"إن الشيطان ليضع خطمه على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس وإذا نسي عاد فالتقم قلبه" فالوسوسة ليست شيء دائم إنما تنقطع بذكر الله وبالاستعاذة به ,"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم" , وقد ورد في الحديث الشريف أن إبليس يجتمع بجنوده ويرسلهم إلى إضلال العباد ,عن جابر رضي الله عنه قال:قال رسول الله"إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناه منه منزلة أعظمهم فتنة"إذن علينا أن ننتبه لهذه القضية لأن إبليس يبحث دائما عن أساليب جديدة للإيقاع بالإنسان وأن نستحضر هذه الفكرة دائما في أنفسنا لنطور استعداداتنا النفسية لمواجهة أنفسنا و هذا العدو الضعيف وأن نجالس أهل العلم ونتذاكر ونخطط, وأن تكون لنا الإرادة القوية بالخروج من أرض المعصية إلى أرض الصلاح إذا اقتضى الأمر, وأن نتخلى عن حولنا وقوتنا الإنسانية إلى حول الله وقوته باللجوء إليه والإكثار من ذكره والمثابرة على النوافل لأنها الطريق لنيل محبة الله وحمايته "فما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.....".**************مما قرأت |
|