الزهراء
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 182 تاريخ التسجيل : 29/05/2013
| موضوع: الموت الأربعاء 29 يناير 2014 - 10:05 | |
| الموت
الموت الموت هذا الغامض الذي ننتظره فيأتي بدون استئذان ، او على ترقب منا ، لينقلنا من حياة نستطيبها رغم كل معاناتها ، الى حياة سرمدية نجني فيها ثمار عملنا في الدنيا ، فجنة أو نار ، اللهم اجعلنا من أهل الجنة . ووردت كلمة ( موت ) في القرآن الكريم (165) مرة على اختلاف مشتقاتها . وللموت وجع وألم شديدين قالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: ما أغبط أحد بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم . عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم أن الملائكة تكتنف العبد و تحبسه و لولا ذلك لكان يعدو في الصحاري و البراري من شدة سكرات الموت. و لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة قال له ابنه يا أبتاه ؟ إنك لتقول لنا : ليتني كنت ألقى رجلا عاقلا لبيبا عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد و أنت ذلك الرجل فصف لي الموت فقال : يا بني و الله كأن جنبي في تخت و كأني أتنفس من سم إبرة و كأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي ثم أنشأ يقول : ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في تلال الجبال أرعى الوعولا والموت خروج الروح من الجسد الى بارئها ، ونحن لا نعلم ما هي الروح و التي تجعل الحياة في الجسد بأمر الله ، ومادامت الروح من أمر ربي فالموت الذي يسلب الحيتة مجهول حتى تذوقه النفس . والموت مخلوق خلقه الله كالحياة تماما لقوله تعالى ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) الملك: 2 . ويحضرنا التساؤل هل الموت سابق على الحياة هل الموت هو الأول في الخلق قبل الحياة وبحسب الآية الكريمة ؟ قد نستطيع القول أن الموت كان أولا لقوله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) .الاعراف 172 فيكون العهد هذا أن الله سبحانه أخرج الأرواح قبل خلق الأجساد وأنه جعل فيها من المعرفة ما علمت به ما خاطبها ربها فشهدت ونطقت. والله أعلم تبقي لحظات الموت غامضة لا يدركها إلا من يمر بها و هو لا يستطيع أن يصفها و لا أن ينطق بها .فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه و يقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم نصب يديه فجعل يقول : في الرفيق الأعلى حتى قبض و مالت يده) . غموض الموت غموض الحياة ذاتها ، والمحنضر ينفصل تماما عما حوله فهو يرى ما لانرى ويسمع ما لا نسمع ، وغموض الموت ايضا عمن حول المحتضر فهم يرون سكرات الموت ويرن الاحتضار ولكن دون فهم لما يجري ويعانيه المحتضر لحظة الموت .وهو يجب ان يذاق وان يشعر به المحتضر حيث لا مفر ولا مهرب فالكل سائر في نفس الدرب قال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ) وكأنه شيء يذاق حلواً كان أو مرا ، فإن كان صالحا خرجت الروح بسهولة ويسر وإن كان غير ذلك خرجت بالضرب والألم . . قال تعالى ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) وقال تعالى: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } الأنعام 93 . حال الانسان العاصي لله حين الموت ، كرب ثم كرب ثم كرب وما يأتي بعده كرب أكبر عذاب حين الموت وخروج الروح وعذاب في القبر ثم العذاب الأكبر في نار جهنم . والموت نقلة الى إحدى حالتين حين النزاع فخروج الروح فإما نعيم مقيم وإما عذاب مقيم والعياذ بالله من غضبه وسخطه . ولذلك فإن عباد الله الصالحين لهم حال يختلف وصورة عن الموت غير تلك عند العصاة من البشر فهم يثبتون عند السؤال ويوسع الله لهم في قبورهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : " إِذَا حُضِرَ الْمُؤِمِنُ أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحَمْةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ ، فَيَقُولُونَ : اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ إِلَى رَوْحِ اللَّهِ وَرَيْحَانٍ ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ، فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبَ رِيحِ مِسْكٍ ، حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ ، يَعْنِي السَّمَاءِ ، فَيَقُولُونَ : مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحُ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الأَرْضِ فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدُمُ عَلَيْهِ ، فَيَسْأَلُونَهُ : مَا فَعَلَ فُلانٌ ؟ مَا فَعَلَ فُلانٌ ؟ فَيَقُولُونُ : دَعُوهُ ، إِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا ، فَإِذَا قَالَ : أَمَا أَتَاكُمْ ؟ قَالُوا ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمَّةِ الْهَاوِيَةِ ، وَإنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الْعَذَابِ بِمِسْحٍ ، فَيَقُولُونَ : اخْرُجي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللَّهِ ، فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحٍ جِيفَةٍ ، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ الأَرْضِ ، فَيَقُولُونَ : مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما ترون المحتضر يشخص ببصره، قالوا: بلى، قال: يتبع بصره نفسه . كذلك فعل النبي صلّى الله عليه وسلّم بأبي سلمة، ( فإنه لما دخل على أبي سلمة ورأى بصره قد شخص قال: إن الروح إذا قبض اتبعه البصر، فسمعه من في البيت فضجوا ) ، وجاء في حديث البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِه ... الخ) . هل للموت علاج او له تأخير ؟ وجاءت الاجابة في القران الكريم بقوله تعالى : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ) الأعراف 34 . ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ) الأنعام61 وفي آخر سورة الرعد قوله تعالى ( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ) 38 عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ما خلق الله من داء إلا وجعل له شفاء،علمه من علمه،وجهله من جهله ، إلا السام "والسام الموت رواه ابن ماجه . وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه سلم بحسن الظن بالله قبل الموت فعن جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قبل وفاته بثلاثة أيام : لا يموتن أحدكم إلا و هو يحسن الظن بالله ] أخرجه البخاري. و روى حماد بن سلمة [ عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يموتن أحدكم حتى يحسن الظن بالله فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة ) (عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل على شاب و هو في الموت فقال : كيف تجدك ؟ فقال : أرجو الله يا رسول الله و أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يجتمعان في قلب عبد مؤمن في مثل هذا الموطن إلا عطاء الله ما يرجو و أمنه مما يخاف ] ذكره ابن أبي الدنيا أيضا و خرجه الترمذي و قال : هذا حديث حسن غريب . وإذا حضرنا الميت وجب تلقينه الشهادة قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : احضروا موتاكم و لقنوهم : لا إله إلا الله و ذكروهم فإنهم يرون ما لا ترون . و عن أم سلمة رضي الله عنه قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذ حضرتم المريض أو الميت فقولوا : خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون . عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) . الموت حق علينا وحقيقة لا مفر منها وهي نهاية كل حي فماذا أعددنا له . محمد خطاب سويدان
|
|