الحب ... يجمعنا !!

الحب ... يجمعنا !! %D8%B5%D9%88%D8%B1+%D9%88%D8%A7%D8%AA%D8%B3+%D8%A7%D8%A8+%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA+-3

الحب ... يجمعنا

يقف الحب وراء كل الاعمال العظيمة فى العالم ... كما تختبىء الكراهية وراء معظم المآسى البشرية ... والحب فكرة مركبة ومعقدة بمعنى أن لها اكثر من وجه واكثر من زاوية ... وانحصار الانسان فى زاوية واحده يعنى انطفاء بقية الزوايا وخمودها ... وبعنى المعنى الكلى الشامل .

ويدخل معنى الحب فى تركيب نسيج الكون ... كما يدخل فى نسيج العلاقات الانسانية ... وأفضل ما قيل عن دور الحب انه مثل دور الشمس أى مصدر للطاقة والنماء ... وسبب للفعل والحركة .

وكثيرا ما يتساءل الانسان عن ماهية الحب ... وهل نحن فى حاجة الية ... وما مدى هذه الحاجة ... والحق ان الحب فى معناه العميق يعنى احتواء روح لروح اخرى ... وقد تكون هذه الروح الاخرى انسانا أو حيوانا أو جمادا أو حلما أو فكرة نبيلة .

والحب يعنى انتقاء الوحده والعزلة والاغتراب ... ويعنى أن يزرع الانسان شجرة يعرف انه يأكل من ثمرها ... ويعنى أن يحس الانسان بالالم لأن هناك يؤسا ليس من صنعه وعليه أن يقومه ويصححه برغم انه ليس من صنعه ... ويتصور كثير من الناس أن الحب لايحتاج الى موهبة وأن اى انسان قادر عليه ... وهذه فكرة ليست صحيحة.

اان الكراهية ابسط من الحب ... وايسر واسهل ... وتستطيع أى نفس انسانية تخلو من الحب أن تكره وتحقد ... اما الحب فيحتاج الى موهبة كما يحتاج الى عمل وجهد .

وحين تتراجع فكرة الحب فى مجتمع ما ... حين تتراجع الفكرة بمعناها الشامل تصعب الحياة فى هذا المجتمع وتقسو ... وبتحول الوجود الانسانى الى ما يشبه حياة الغابه حيث يأكل القوى الضعيف ويمضى الصراع من اجل البقاء .

ومصدر الحب فى الكون كله هو الله ... بل ان الحب فى ذاته سر من اسرار الحق ... وهو سر لايفض أختامه ويمنح نفسه لمخلوق الا اذا ارتفع المخلوق وخلف وراءه سطح الغرائز ... وصعد الى قمة الجبل .