اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 31878 تاريخ التسجيل : 19/12/2013 الموقع : بيت المعز المزاج : مع الله والحمد لله
موضوع: أيوب عليه السلام ... والصبر على البلاء الخميس 2 يناير 2014 - 16:34
أيوب عليه السلام.. كان رجلاً قد رفع الله قدره فجعله نبياً.. وهو صاحب مال وجاه وزوجات وأولاد.. في لحظة من ليل أو نهار.. فقد أهله وولده وماله.. ولم يبق معه إلا زوجة واحدة.. ثم ازداد عليه البلاء.. فأصابه مرض عضال.. تعجب منه قومه.. وخافوا من عدوى مرضه.. فأخرجوه من بينهم.. فعاش في خيمة في الصحراء.. قد هدّه المرض.. وتقرّح جسده.. وعظم ضُرُّه.. وتركه الناس فلم يقربوه.. أما مرضه فقد سُئل المفسر مجاهد رحمه الله.. فقيل له : ما المرض الذي أصاب أيوب.. أهو الجدري ؟ فقال : لا.. بل أعظم من الجدري.. كان يخرج في جسده كمثل ثدي المرأة.. ثم ينفقئ فيخرج منه القيح والصديد الكثير.. وطالت سنين المرض بأيوب عليه السلام.. وهو جبل صامد.. وفي يوم هادئ.. بكت زوجته عند رأسه.. فسألها: ما يبكيك ؟ قالت: تذكرت ما كنا فيه من عز وعيش.. ثم نظرت إلى حالنا اليوم.. فبكيت.. فقال لها: أتذكرين العز الذي كنا فيه.. كم تمتعنا فيه من السنين ؟ قالت: سبعين سنة.. فقال: فكم مضى علينا في هذا البلاء ؟ قال: سبع سنين.. فقال : فاصبري حتى نكون في البلاء سبعين سنة.. كما تمتعنا في الرخاء سبعين.. ثم اجزعي بعد لك أو دعي.. ومر عليه الزمان.. وهو يتقلب على فراش المرض.. لكنه كان بطلا.. نعم لو مررت به وهو مريض.. ولحم جسده يتساقط لرأيت أنك تمر بجبل صامد.. لا تزعزعه الأعاصير.. ولا تحركه الرياح.. لسان ذاكر.. وقلب شاكر.. وجسد صابر.. وعين باكية.. ودعوة ماضية.. لم يفرح الشيطان منه بجزع.. وفي ساعة من نهار.. مر قريباً منه رجلان.. فلما رأيا ضره ومرضه.. قال أحدهما للآخر: ما أظن الله ابتلى أيوب إلا لمعصية لا نعلمها.. عندها رفع أيوب عليه السلام يده.. و.. (نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُالرَّاحِمِينَ) .. فلما نظر الله إليه.. نظر إلى عينين باكيتين.. ما نظرت إلى حرام.. ويدين داعيتين.. ما لمست حراما.. ولا امتدت إلى حرام.. ولسانا حامدا.. ورأسا راكعا ساجدا.. عندها هزت دعواته أبواب السماء فقال الله: (فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين) .. وأثنى الله عليه فقال: إِنَّا وَجَدْنَاهُصَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ.. وما أجمل أن ينظر الله إليك أنت في مرضك.. فيراك صابراً محتسباً فترتفع إلى درجة (نعم العبد)..