درجــات العـــفــــو ..

درجــــــــــات العـــــــفــــو
الحلم: كظم الغيظ
العفو: ترك المؤاخذة بالذنب مع المعاقبة
الصفح: إزالة آثار الذنب من النفس مع بقاء اللوم
الإحسان: وهذه درجة الأنبياء والصديقين ومن اقتدى بهم
نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم
قال صلى الله عليه وسلم: (وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا)
ودعا لقومه ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)
قال ابن تيمية جمع في هذه ثلاثة أمور:
1 -العفو عنهم
2- ثم الاستغفار لهم
3- والاعتذار عنهم بأنهم لا يعلمون
وأضاف بن القيم أمر رابع:
4- استعطافه لهم بإضافتهم إليه فقال اغفر لقومي
يوسف عليه السلام
لما قدر يوسف على إخوته عفا عنهم فقال: (لا تثريب عليكم)
ثم زاد فدعا لهم بالمغفرة فقال: (يغفر الله لكم)
ثم زاد فأبعد اللوم عنهم، وجعلها على الشيطان
فقال: (من بعد نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي)
عيسى ابن مريم
مر المسيح عيسى ابن مريم على يهود فقالوا له شرًا
فقال لهم خيرًا قيل له إنهم يقولون شرًا وتقول خيرًا
فقال : كل ينفق مما عنده
أبو بكر الصديق
وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أبيها ”صفوح عن الجاهلين“
كان أبو بكر ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته وفقره بعد الذي قال في حادثة الإفك
فانزل الله قوله : (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى
والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم
والله غفور رحيم
فقال أبو بكر والله لا أنزعها منه أبدا
عبد الله بن عباس
قال عبد الله بن عباس في الآية: ﴿ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة
كأنه ولي حميم(34) وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم﴾
أمر الله المؤمنين
بالصبر عند الغضب
والحلم عند الجهل
والعفو عند الإساءة
فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله وخضع لهم عدوهم
علي بن أبي طالب
قال علي بن أبي طالب: أحسن إلى المسيء تسده...
وقال لبنيه بعد أن طعنه بن ملجم (أطيبوا مطعمه وألينوا فراشه فإن أعش
فأنا أولى بدمه عفوا أو قصاصا إن مت فألحقوه بي فأخاصمه عند رب العالمين)
أحمد بن حنبل
لما ابتلي أحمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن
عذب الخليفة المعتصم الإمام أحمد حتى يرجع عن قوله فضرب بالسياط وحبس سنوات
وسكب عليه الماء البارد وسحب أمام الناس في الأسواق وكأنه أحد اللصوص العتاة
فلما جاء المتوكل انطفأت الفتنة واخرج الإمام أحمد بن حنبل من سجنه
فسمع أحد أصدقاء الإمام بخروجه فذهب للسلام عليه فأجلسه احمد بن حنبل في صحن الدار...
وأثناء حديثهما سمعوا جلبة في الشارع تقترب من بيت احمد بن حنبل فسمعوا طرقاً على باب البيت
فنهضا لفتح الباب فوجد أهل الحي ممسكين برجل من تلابيبه
فسأله من أنت فقال الرجل: أنا أحد الجنود الذين عذبوك أيام المعتصم وجئت اطلب الصفح والعفو منك
فقال الإمام أحمد بلا تردد: عفوت عنك... ثم أغلق الباب ورجع إلى مكانه
وكان أهل الحي ينتظرون من الإمام أحمد أن يأمرهم بأن يفتكوا به
لما علموه من شدة العذاب الذي واجهه على يد جنود المعتصم
فسأله صاحبه وهو غاضب لماذا عفوت عنه
قال أحمد بن حنبل : ماذا ينفعك أن يعذب أخوك بسببك
ثم أن الناس يأتون يوم القيامة جاثين أمام جهنم ﴿وترى كل أمة جاثية﴾
فينادي منادي من الملائكة من كان أجره على الله فليقم وليدخل الجنة...
فلا يقوم إلا من عفا عن أخيه ... ثم قرأ ﴿فمن عفا وأصلح فأجره على الله﴾.
محمد بن عثيمين
في أحد اللقاءات
قال أحد الحاضرين: يا شيخ إني قد اغتبتك فاجعلني في حل
فقال الشيخ: من أنا حتى لا اغتاب... وأنت في حل
هذا عمل خفي بينك وبين ربك تعمله مخلصا لا يعرفه أحد من الناس
قابل ربك يوم القيامة بعفو... حتى يعفو ويتجاوز عنك
فرب العالمين أولى بالعفو منك
قـــل معي
اللهم إني عفوت عن من لي حق عليهم
ابتغاء وجهـــــك الكــــــــــريم وابتغاء مرضـــــــــاتك
اللهم انك عفو تحب العفو
فأعفو عني