اذا كانت ضغوط العصر وقوانينه القاسية ومتغيراته المتلاحقة ... لم ترحم أحدا من بعض مسببات الضعف العصبى الذى يؤثر فى سلام النفس ... فان من يملكون زادا ايمانيا وروحانيا كافيا قد أثبتوا على أرض الواقع ... أنهم قادرون على طرد القلق والتوتر وعدم الاستسلام لأعراض الاكتئاب واليأس والاحباط والتى تقود الى الغضب والعنف . ومعنى ذلك أنه بالايمان والعقيدة وتوافر الزاد الروحى يكتسب المرء قوة مضاعفة تساعده على استجماع قواه الذهنية والنفسية والبدنية التى تمكنه من درء هذه الأخطاء الداهمة ... أما بالتكيف مع الواقع دون تنازل أو بالانسحاب الآمن المنظم دون خسائر !. ولعل ما يعزز من صحة ما أقول به أن معظم الدراسات الاجتماعية والنفسية الحديثة تقول أن ضغوط الحياة يمكن أن تؤدى لنشوء مشلات نفسية ... لأن كل انسان لديه حدود معينة لطاقته ولقدرته على الاحتمال ... ولكن المسلحين بزاد معرفة النفس والمحصنين بقوة العقيدة والايمان بقضاء الله وقدره هم الذين يحولون هذه الضغوط فى اتجاه معاكس لتصبح قوة ايجابية تزيد من قدرتهم على تحدى الأزمات وتضاعف من مشاعر الاحساس بالثقة فى الغد!!. والخلاصة أن الانسان هو طبيب نفسه بشرط أن يحسن معرفة نفسه وان يتحرك بثبات نحو اقامة سلام داخلى مع النفس قبل أن يبحث عن سلام مع الآخرين أو سلام مع ضغوط الحياة وتحدياتها . وليس هناك من سبيل لدرء مثل هذه الأخطار المحتملة سوى العلاج الذاتى المبكر ... فالمرء طبيب نفسه وكلما كان أكثر صدقا ووضوحا مع نفسه ومع المقربين منه ... ذادت درجة مناعته . وأهم أسلحة العلاج الذاتى ... التمسك بالدين والتحصن بالقيم الأخلاقية النبيلة ... فهذان سلاحان يوفران للمرء قدرة هائلة على التأقلم مع الصدمات ومعرفة الكيفية المثلى والآمنة لتجاوز النكبات . وليتنا نتفق عل أن توافر القوة الروحية فينا هو الذى سوف يمكن المرء من التوازن والتعايش مع رياح العولمة اعتمادا على الثقة المطلقة فى قدرة الله عز وجل ... التى هى مصدر السلام الروحى والتوازن النفسى لمن يستمسك بتعاليم الدين ... ويجعل منه منهجا للحياة . ولو اننا فعلنا ذلك فان السؤال حول سر اتساع موجة الغضب والعنف فى حياتنا سوف يتلاشى تماما ... ولن يكون له وجود داخل ضمائرنا ولا على أطراف ألسنتنا ... وساعتها سنقول : وداعا للمزاج الغاضب وكفانا قدرتنا على تحمل الغضب الشديد .