الهروب من ألم نقد الذات ومواجهة النفس بتنزيهها من الخطأ يمنع الانسان من تصويب الخطأ وتطهير ذاته ... لان الوعى بالذات يتحكم فى تصورك للمشاكل وطريقة معالجتها ... وعدم الاعتراف بالخطأ يمنعك من أن ترى أشياء كثيرة عن نفسك . ان فكرة نقد الذات تؤسس عدم لوم الآخر عند وقوع خطأ مع معرفتنا بأن الآخر مشترك فى توليد الحدث ... فلوم الاخر ... يهدر فرص الاصلاح لانه يمنحك الاحساس بانك خارج الحدث ... طالما كان كبش الفداء الممثل فى الآخر موجودا اضافة الى ان المشكلة ستتسع لأنك لن تستطيع ايجاد الحل المناسب دون ان تعترف بنصيبك فى توليد المشكلة . اما علماء النفس فيرون ان التربية النفسية السليمة هى القادرة على الاعتراف بالخطأ ... فمع القدرة على فتح ملف مراجعة النفس يمكن اكتشاف الخطأ بامكانية الاعتذار أو الحذف والاضافة واصلاح الموقف أو التوبة كما وصفها القرآن الكريم . فيقول علماء الدين ان علينا أن نبدأ بأنفسنا فى حل الأزمات ... وفى قصة سيدنا يونس عليه السلام عبرة عندما غرق فجأة فى بطن الحوت لم يلعن الظروف التى قادته الى هذا المصير ... بل توجه باللوم الى نفسه فنادى فى الظلمات أن " لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين " ان محاسبة النفس أول الطريق لبلوغ درجات الكمال والارتفاع بسلم الترقى والتخلص من الأزمات ... ويلعب الاعتكاف دورا مهما فى تصفية الذات من حب الذات ... حيث بحتاج الانسان بين الحين والآخر الى مراجعة النفس والعمل على تقويمها. وعلماء الاجتماع يرون أن نقد الذات يجعل الانسان أكثر قدرة على التسامح مع الآخرين وايجاد العذر لهم وتبرير تصرفاتهم وقبولهم كما هم وحبهم مع كل الاختلاف معهم ومع كل هذه المعانى يكتشف الانسان قيمته وجوهره باكتشاف القيم المخبأة داخل كل واحد . نحتاج جميعا لأن نعيد قراءة ما حدث لنا خلال العام الماضى لنعرف ماذا سنفعل فى الشهور القادمة ؟ وماذا علينا ان نبقيه وما هى الآشياء التى لابد أن نتخلص من همها وحمولتها التى توهن الروح والجسد !!.