اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: لو تعلمون الغيب لاخترتم الواقع .. الأحد 22 ديسمبر 2013 - 6:51
هذه العبارة عادة تقال كموعظة لمن أصابه ضرر بأن يرضي به لأنه لو علم الغيب وقرأه لإختار ما وقع له من الضُّر المادي أو المعنوي بينما الحقيقة أن الموعظة يجب أن تكون بأن يرضي بما قسمه الله له من إبتلاء بدلا من أن يتطلع أولا ثم يرضي!!! هذه المقولة حديث نبوي مروي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم كلا ليست هذه حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا هي بمأثور عن أحد من أصحابه ، بل لا نعلم من قالها ، أو قرر معناها ممن يرجع إليه في العلم والدين . ومما يدل على بطلان هذه العبارة قول الله تعالى : ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 188 الأعراف ) . قال أبو حيان رحمه الله : أي لكانت حالي على خلاف ما هي عليه من استكثار الخير واستغزار المنافع واجتناب السوء والمضارّ حتى لا يمسّني شيء منها (البحر المحيط 4/355) . قال الزمخشرى - على خلاف ما هى عليه من استكثار الخير ، واستغزار المنافع واجتناب السوء والمضار حتى لا يمسنى شىء منها ولم أكن غالبا مرة ومغلوبا أخرى فى الحروب ، ورابحا وخاسرا فى التجارات ومصيبا ومخطئا فى التدابير (تفسير الوسيط لسيد طنطاوي750/1) . (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ) ,ما مسني السوء من فقر وغيره لاحترازي عنه باجتناب المضار(تفسير الجلالين). وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم " وما مسني السوء " قال لاجتنبت ما يكون من الشر قبل أن يكون واتقيته(تفسير إبن كثير) لو كنت أعلم ما هو كائن مما لم يكن بعد { لاستكثرت من الخير } يقول : لأعددت الكثير من الخير , قال ابن زيد , في قوله : { ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء } : قال : لاجتنبت ما يكون من الشر واتقيته , { وما مسني السوء } يقول : وما مسني الضر (تفسير القرطبى )