اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: هل تحاسب نفسك ؟؟ الأحد 15 ديسمبر 2013 - 16:10
قال الإمامُ ابنُ القيِّم في كتابه «إغاثة اللهفان»: «قال ابنُ أبي الدُّنيا: حدَّثَني رجلٌ مِن قُرَيش-ُذكر أنه مِن وَلَد طلحةَ بن عُبيد الله-، قال: كان توبةُ بنُ الصِّمَّةِ-بالرَّقَّةِ-، وكان محاسِباً لنفسِه، فحسِب يوماً؛ فإذا هو ابنُ ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هي أحدٌ وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم! فصرخ، وقال: يا ويلتى؛ أَلْقى ربي بأحدٍ وعشرين ألفَ ذنبٍ؟! كيف وفي كل يوم آلافٌ مِن الذنوب؟! ثم خرج مَغشيّاً عليه، فإذا هو مَيْتٌ! فسمعوا قائلاً يقول: «يا لكِ رَكضةً إلى الفردوس الأعلى». وجُمَّاعُ ذلك: * أن يحاسِبَ نفسَه –أولاً- على الفرائض؛ فإن تذكّر فيها نقصاً تداركه: إما بقضاء ، أو إصلاح. * ثم يحاسبَها على المناهي؛ فإنْ عرف أنه ارتكب منها شيئاً:تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحِية. * ثم يحاسبَ نفسه على الغفلة. * فإنْ كان قد غَفَلَ عمّا خُلق له : تداركه بالذِّكر والإقبال على الله- تعالى-. * ثم يحاسبَها بما تكلّم به، أو مشت إليه رِجْلاه، أو بَطَشَتْ يداه، أو سَمِعَتْهُ أُذُناه: - ماذا أَرادَتْ بهذا؟! - ولِمَ فَعَلَتْهُ؟! - وعلى أيِّ وجهٍ فَعَلَتْهُ ؟! ... ويَعلمَ أنه لا بُدَّ أن يُنشَرَ لكل حركةٍ وكلمةٍ -منه- ديوانان: ديوان: لم فَعَلْتَهُ ؟ و[ديوان]: كيف فَعَلْتَهُ ؟! فالأولُ: سؤالٌ عن الإخلاصِ. والثاني: سؤالٌ عن المتابعةِ. وقال- تعالى-: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمعِينَ عَمَّا كَانُوا يعْمَلُونَ﴾[الحجر: 92 - 93]. وقال –تعالى-: ﴿فَلَنَسْئَلَنَّ الّذِينَ أُرْسِلَ إلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ المُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبينَ﴾ [الأعراف: 6 - 7] . وقال- تعالى-: ﴿لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهمْ﴾[الأحزاب: 8]. فإذا سُئل الصادِقون، وحُوسِبُوا على صِدقِهم ؛ فما الظنُّ بالكاذِبين