اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 35540 تاريخ التسجيل : 25/02/2010
موضوع: اقدم ناطحات سحاب في العالم الخميس 5 ديسمبر 2013 - 22:14
تعد مدينة شبام حضرموت أعجوبة من أعاجيب الفن المعمارى فى العالم نظرا لفرادة طابعها الذى كان ولازال محط إعجاب من زارها وشاهد بأم عينيه أول ناطحات سحاب فى العالم مبنية من الطين ، وفقا لنظام هندسى دقيق توقف عنده الكثير من معماريى العالم.
أطلق عليها الغربيون( مانهاتن الصحراء ) وسماها أهل اليمن ( أم القصور العوالي ) إلى جانب تقليدها لعشرات الأسماء التى جعلت منها أشهر مدن حضرموت جنوب شرق اليمن تلامس صحراء الربع الخالى ، بدثارها المزين بأشجار النخيل وتلامس السحب بتاجها الطيني.
ومدينة حضرموت كما يسميها سكانها تتدثر بتاريخ موغل فى القدم كقدم وادى الأحقاف الذى يحتضنها والذى ورد ذكره فى القرآن الكريم كما ورد ذكر حضرموت فى الكتب السماوية القديمة كالتوراة حيث أطلق على حضرموت فى سفر التكوين (حضرمافيث) وتنسب شبام إلى بانيها الحميرى شبام بن الحارث بن حضرموت الأصغر بن سبأ الأصغر بن كعب بن سهل من زيد الجمهور ويرتفع النسب إلى الهميسع بن حمير بن سبأ الأكبر من قحطان .. وقد ذاع صيت المدينة مبكرا حيث وصفها المؤرخ العربى جورجى زيدان فى كتاب “العرب قبل الإسلام” بأنها من أشهر المدن فى الفترة بين القرنين الرابع عشر والسادس قبل الميلاد. وقد كانت شبام من أهم المحطات التى تمر بها تجارة اللبان أو ما كان يسمى قديما “طريق الحرير”.
وفى (معجم البلدان) لمؤلفه ياقوت الحموي، يأتى ذكر شبام كإسم أصيل لقبيلة يمنية شهيرة. فى حين يرجح المؤرخون أن شبام إسم علم عُرف به عدد من ملوك اليمن القديم المنحدرين من نسل أبى اليمن وأبى العرب جميعهم، ونعنى بالطبع يعرب بن قحطان بن عامر بن سام بن نوح عليه السلام. وقد ذكرت مدينة شبام فى نقوش المسند باسم “شبم” ضمن مملكة حضرموت، ويعود تاريخ المدينة المعروف إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وهناك من المؤرخين من يشير إلى أنها سميت شبام نسبة لأهل شبوة، وكان الأصل فى ذلك شباه، فأبدلت الهاء بالميم وأصبحت شبام. على أن الرأى الغالب لجمهور المؤرخين يُرجع التسمية إلى مؤسس المدينة وملكها اليمنى شبام بن الحارث بن حضرموت بن سبأ الأصغر. ويعد الفن المعمارى فى المدينة أبرز ما يميزها حيث بنيت المدينة بشكلها الباقى حتى اليوم فى العقد الثانى من القرن التاسع الهجرى حيث تضم حوالى500 منزل يتراوح ارتفاعها ما بين 25 الى 30 مترا تتكون كل بناية من حوالى ستة طوابق وتلتف المنازل بشكل مربع حول جامع المدينة الذى يقع فى المركز منها. ويعود أقدم منازل المدينة والذى عملت اليونسكو على ترميمه والحفاظ عليه إلى حوالى أكثر من 750 سنة و”بيت جرهوم” إضافة إلى “حصن شبام” الذى بناه أبن مهدى عام 1221م. ويحيط بشبام سور قديم من الطوب الطينى ولهذا يطلق عليها بالمدينة المسورة ويتراوح ارتفاعه من 7.5 متر إلى 9 أمتار.
ونظرا لضيق المساحة التى أقيمت عليها وحفاظا على الأراضى الزراعية بنيت المدينة بشكل رأسى جعل من المدينة وحدة معمارية وقلعة حصينة وتتميز المدينة باستخدام الطين والخشب كمواد أساسية للبناء. وتتميز منازل المدينة بتقسيمه الفريد الذى يلبى كل احتياجات الأسرة حيث يستخدم الدور الأرضى كمخز ن للمواد الغذائية كما يستخدم الدور الأول للسكن فيما يستخدم الدور الثانى والثالث لاستقبال الضيوف، فيما يتم تخصيص الدورين الرابع والخامس للنساء.
ويبلغ متوسط ارتفاع المنازل حوالى 29.15 مترا. ويترواح سمك جدران الدور الأرضى للمنزل فى شبام مابين متر ونصف ومترين، لكن هذا السمك يتناقص نحو الأعلى حتى الحافة العليا للبيت.
ما قيل عن شبام : شبام كتب عنها المؤرخون وعرفها الأوائل من الرحالة من المستشرقين وسطروا لهذه المدينة أعذب العبارات ووصفوها بعدة صفات فهذا الرحالة الهولندي ( فان دير مولين ) قال عنها إنها تشبه الكعكة عندما ير ش عليها السكر وذلك لبياض سطوحها وحظيت مدينة شبام بالكثير من الاهتمام وقد وصفها بإعجاب كل من زارها بدء من الألمانى ليو هرش الذى زارها فى العام 1893 كما زارها المستشرق الانجليزى الدكتور سرجنت الذى أرسلته جامعة لندن لدراسة الشعر العامى فى حضرموت سنة 1947 وجمع بعض نوادرها وأصدر كتابا حمل عنوان “مختارات من الأدب العامى الحضرمي” كما زار المدينة الرحالة والسياسى فيلبى الذى اشتهر بالحاج عبد الله فيلبي. وأيضاً هولندي وصفها بالكعكة وألماني بـ شيكاغو الصحراء
ووصفها الألماني ( هانس هافرتين ) بأنها شيكاغو الصحراء لموقعها المتميز وسط الصحراء في تلك الفترة ووصفوها بأنها ناطحات السحاب لعلو مبانيها وهي تكاد تناطح السحاب.
أما الهمداني فقال إن شبام حضرموت مدينة الجميع أي أنها مقعد الجميع من عالم وتاجر وسياسي وضيف .. فيها بيت خاص كان قديماً يطلق عليه (بيت الغريب ) ومن يتوغل في أعماق مدينة شبام يجدها مدينة عريقة بعراقة القدم والسجل التاريخي الذي حفلت به منذ عصور قديمة لما قبل الإسلام وجاء ذكرها في النقوش اليمنية القديمة المعروفة بخط المسند بأنها مدينة وجدت منذ قرون سابقة للإسلام . مدينة شبام بحضرموت اليمن التي ذاع صيتها في الآفاق وعرفت في عدد لا حصر له من كتب الكتاب من اختصاصيين ومؤرخين ورحالة ومستشرقين تلك المدينة الرابطة في وسط وادي حضرموت شامخة تصارع تقلبات الطبيعة و عبث العابثين الذين لا يقدرون قيمة هذه الإرث الذي شهد له العالم فنالت شرف العضوية في قائمة مدن التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو وأخيراً حصولها على جائزة الأغا خان في العمارة الدولية في العاصمة الماليزية كوالالمبور. مدينة شبام : جمعت بين كل فنون الحياة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعمرانية.. مدينة تفوقت في فن العمارة وأظهرت لنا نمطاً معمارياً لا مثيل له في وادي حضرموت بل في اليمن كله . عصارة الفن المعماري تجسد في تلك المنازل الدالة على عمق الفهم في خصائص العمارة اليمنية بصفة خاصة والإسلامية عموماً بينما مباني شبام جاءت متوافقة معمارياً وبيئياً واجتماعياً وفقهياً أيضاً .. فعندما تتمعن في تخطيطها كمدينة إسلامية تجدها راعت الجوانب الشرعية في تصميمها وعندما تدخل بيوتها تجدها أيضاً قد حافظت على الجوانب العرفية والفقهية في التصميم الداخلي للبيت الشبامي بحيث لا يدرك ذلك إلا الاختصاصيين منهم في فن العمارة والبيئة العمرانية . شبام حضرموت ليست كأي مدينة شبامية وجدت في أماكن متفرقة من اليمن، ليست كشبام كوكبان في محافظة المحويت وليست كشبام حراز ولا شبام غراس القريبة من صنعاء فالتسمية واحدة والموقع الجغرافي والبيئة مختلفة مواد متنوعة حجرية وطينية.. مدينة في بطن الوادي وأخرى على قمم الجبال . شبام هي بلدة أثرية في حضرموت، اليمن. منازلها ترابية تتميز بارتفاعها عدة طبقات ذات طابع محلي رائع.