اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: التنوع .... سنة الحياة.. الأحد 24 نوفمبر 2013 - 6:23
التنوع بين البشر - فى حد ذاته - ليس أمرا سلبيا ... ومن هنا وجدنا القرأن الكريم يشير الى الاختلاف القائم بين الأمم والشعوب ... ويجعل من ذلك للتعارف والتآلف والتعاون ... وليس منطقيا للنزاع والشقاق كما جاء فى الآية الكريمة : ( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) ... وهذه سنة الله فى خلقة ... ولن تجد لسنة الله تبديلا . البشر شعوب وأمم مختلفة الألوان والأعراف والعادات والأديان ... والتنوع واضح فى تقلبات الجو بين صيف وخريف وشتاء وربيع ... والليل والنهار يتعاقبان ... والخير يوجد بجانب الشر ... والنور بجانب الظلمة ... والماء البعذب بجانب الماء الملح ... كما يشمل الكون على التنوع فى كل شىء ... وكل ذلك يشكل منظومة متكاملة فى غاية الأتقان والابداع ( صنع الله الذى اتقن كل شىء ). ومن طبيعة الانسان أنه لا يستطبع أن يعيش وحده ... فهو كائن اجتماعى يحتاج الى الآخر اليه ... فالآخ ر اذن ضرورى بالنسبة لنا وليس هوالجحيم ...كما كان يرى الفليسوف الوجودى سارتر ... على الرغم من الاختلافات الظاهرة والخفية بين البشر ... فان جوهر الانسان واحد فى كل زمان ومكان بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو العقيدة ... والسمة الجوهرية فى الانسان أنه كائن مفكر ... وهذه صفة مشتركة بين كل البشر ومن هنا عرف الفلاسفة القدماء الانسان بأنه ( حيوان ناطق ) أى أنه كائن حى مفكر. واذا كان ينبغى أن نحترم الآخر ... فان هذا ينسحب بطبيعة الحال على احترام رأية وفكرة ... واحترام الرأى الآخر لا يعنى بالضرورة القبول به ... فهذه مسألة أخرى ... ان احترام الرأى الآخر يعنى احترام حق الآخر فى التعبير عما يجول بفكره واختلاف وجهات النظر وتنوع الاجتهادت ليس أمرا سلبيا ... وانما هو أمر ايجابى من شأنه أن يثرى الحياة ويضيف اليها ...والامر السلبى هو التعصب للرأى والاعتقاد بأن هذا الرأى وحده هو الرأى الصائب وأن غيره خطأ على الاطلاق . لقد عبر الشيخ محمد عبده منذ أكثر من قرن من الزمان عن روح التسامح التى تسع كل تنوع فى الآراء دون الخشية من أى اتهامات جاهزة بقولة (لو كان الرأى يحتمل الكفر من مائة وجه ... ويحتمل الايمان من وحه واحد حمل على الايمان ولا يجوز حمله على الكفر)... فالتسامح يعطى مساحة رحبة تسع الآخرين وتجعل الشخص لا يضيق ذرعا بما يصدر عنهم من آراء تخالف ما يتبناه هو من أفكار ... وهذا يعنى احترام الرأى الآخر وكما أعطى لنفسى الحق فى أن يكون لى رأيى الخاص ووجهة نظرى المستقلة ... فكذلك ينبغى أن أعطى الحق ذاته للآخر... فمن حقه أيضا أن يكون له رأيه الخاص ووجهة نظره المستقلة ... بل ومن حقه أن يكون له معتقده المختلف.