التعصب ...(4)..

الانسان اذا انتصر على نفسه وأخضعها لسلطان العقل والتسامح ... يعيش حياة امنة يقول الرسول
صلى الله عليه وسلم " ما عبد الله عز وجل بمثل العقل وماتم عقل أمرىء حتى يكون فيه عشر خصال "
وأما العاشرة : لا يرى أحدا الا وقال هو خير منى واتقى ... فاذا التقى الذى هو خير منه وأتقى تواضع
له واذا التقى الذى هو شر منه وأدنى قال عسى أن يكون خيرا هذا باطنا وشره ظاهرا فاذا فعل علا مجده
وساد أهل زمانه .
ويمكن تفسير التعصب على اساس أن العدوان طاقة انفعالية لابد لها من منفس ... ويتخذ لذلك موضوع
ا معينا تفرغ فيه الشحنه الزائدة ... واذا لم يتمكن العدوان من أن يصل الى مصدر فانه يلتمس مصدرا
اخر يصبح كبش الفداء ... ومثال ذلك الموظف الذى يوجه له رئيسه التوبيخ والاهانه ثم لا يستطيع أن
يرد على رئيسه فانه عندما يعود لمنزله يصب غضبه على زوجته وأبنائه .
ويحتمل أن يتحول العدوان لدى الانسان من موضوع الى موضوع اخر او يستبدل هدفا بهدف بغرض
التفريغ والتخلص من الشحنات المكبوتة ... واذا ما منع هذا التحول أو الاستبدال ارتد نحو الذات
وبذلك تفتك النفس بنفسها .
ولا شك ان الشخص الذى يتخذ من التعصب درعا له ... انما يتقى به شر الآخرين ... ويسقط
ما بداخله من مشاعر اليمه من العدوان .
فالتعصب اذن وسيلة للدفاع عن النفس وهو أوهام تبعث للشعور بالأمان وتزويده بالطمأنينة ...
واعتقادا بوجود خطر خارجى يعجل المتعصب بالهجوم عليه وانهائه فى حين لا أساس له
فى الواقع .