صديقة من ... ذهب

صديقة من ... ذهب

فى دراسة أجرتها " ستيفانيا براون " الباحثة فى جامعة ميتشجان البريطانية على عينة تضم 160 امرأة ... واسفرت نتائجها على أن النساء الاتى يتمتعن بعلاقة صداقة نسائية قوية يصبحن أكثر سعادة وأطول عمرا .
اذا كانت الحياة مملوءه بالمعانى الجميلة ... فان الصداقة من أهم هذه المعانى ... فالصديقة هى من تصدق القول لصديقتها وتساندها وتدعمها وقت الشدة ووقت الحاجة ... لذلك نجد ان الانسان دائم البحث عن الصداقة التى تدعم العلاقات الاجتماعية... وتثرى العقل والوجدان من خلال مايسودها من مشاعر الود والحب والألفة والتفاهم ... ولذا فالمرأة التى تتمتع بصداقة حقيقية مع أكثر من صديقة تكون اكثر سعادة من المرأة المنعزلة التى ليس لها صداقات نسائية ... فلا تجد من تتحدث اليه وتفضى اليه مشاعرها وتستشيره فى امور حياتها .
فالصداقة تقدم هذا الدعم وهذا التفاعل وهذه المساندة ... فنعيش فى حالة من الأمان والاطمئنان والتفائل ... فالانسان سواء كان رجلا أو امرأة المحاط بالاصدقاء ... أكثر قدرة على مواجهة الأعباء والضغوط والمرض ... حيث يشعر دوما بأن هناك من يحبه ومن يهتم به ... ويشعر بأحزانه ويشاركه أفراحه يصبح اكثر أملا وطموحا فى الحياة .
والانسان الذى يعيش مع الآخرين يكون أكثر صحة من الناحية النفسية ... وحتى من الناحية الجسدية فالمهم أن يشعر بحب الآخرين ودعمهم له ... وهذه هى أهمية الصداقة والتواصل... وهناك سؤال : أيهما أعمق فى معنى الصداقة الحقيقية ... الصداقة النسائية بين النساء أم بين الرجال ؟
وتقول الدراسة : معنى الصداقة الحقيقية واحد لا يختلف بين الجنسين ... ولكن المهم أن تنشأ هذه الصداقة بعيدا عن المصالح المشتركة ...وكيف يمكن الحفاظ على علاقة صداقة قوية ؟ .
تقول : يجب أن يضع الانسان نفسه مكان صديقة فى جميع التعاملات بينهما ويلتمس له الاعذار فى المواقف التى تتطلب منه ذلك ... والى أى مدى يمكن أن تكون هناك صداقة بين الرجل والمرأة ؟ .
حتى اذا وجد هذا النوع من الصداقة ... فالمجتمع العربى بشكل عام له عاداته وتقاليده ولا يتقبلها بسهولة ... فالاطار الاجتماعى والثقافى والقيمى يرفض هذه الصداقة ويفضل أن تكون فى حدود الزمالة فقط .
ولا يسعنى هنا الا أن اتذكر مقولة " ابن المقفع " عندما سألوه : الصديق أحب اليك أم القريب ؟؟
قال : القريب أيضا يجب أن يكون صديقا !!.