انفلونزا ... الى يوم القيامة !!

انفلونزا ... الى يوم القيامة !! 25062006-140252-2

انفلونزا ... الى يوم القيامة

فيروس هذا المرض اللعين هو من أكثر الفيروسات دهاء وقدرة على التطور ... كما لو كان فى حرب دائمة مع الجنس البشرى ... أو أن هذا الفيروس بالذات يريد أن يفرض ذاته على الساحة ويؤكد أنه من ضرورات الحياة ... ان لم يكن يريد أن يزهو ويتباهى بأنه قادر على اسدال الستار على حياة البشر !.

استطاع الفيروس الجديد أو المعدل أن يخترق جهاز المناعة دون العمل كما هو معتاد ... على رفع درجة حرارة الجسم معلنا عن وصولة ... وبذلك فانه يتسلل الى اجسامنا دون تحذير أو انذار ويبدأ الخطوة التالية بالخداع ... وذلك بأن يهاجم الجهاز الهضمى محدثا ارتباكا معويا شاملا وغامضا يحتار فيه أكثر الأطباء خبرة وحنكة ... وذلك فى ذات الوقت الذى يخفى فيه هذا الفيروس حقيقته وأشكاله المعتادة فيتصور الطبيب أن المسألة لا تعدو عن كونها ارتباكا معويا أو نوعا من الحساسية ... أو حالة وهم من جانب مريض يبالغ فى تصوراته وأحساسه بالآلام !.

وهنا وبعد أن يطمئن الفيروس الى خداع الطبيب ... هنا فقط يبدأ فى الاعلان عن نفسه بالأعراض الكلاسيكية المعروفة من صداع وتكسير فى الجسم والعظام ... ثم اخيرا جدا يبدأ رشح الأنف والتهاب الحلق ونوبة قوية من السعال ... كل ذلك بدون أى ارتفاع فى درجة حرارة الجسم ... ثم تبدأ بعد ذلك المرحلة الأخيرة التى تتمثل فى التهاب حاد للمعدة والأمعاء ... بما يصاحبها من مشاعر ضبق واكتئاب يستمر بضعة أيام قد تمتد الى أسابيع ثم بعدها الشفاء التدريجى والبطىء بعد أن يكون الفيروس اللعين قد أعلن عن انتصاره الحاسم ... وبعد أن يكون قد رفع راياته عاليا فوق أجسامنا الضعيفة والواهنة التى يبدو أنها أصبحت مرنعا خصبا لهذا المرض بشكل عام ... ولأمراض أخرى عديدة اصبحت من نصيبنا وحدنا ... وحمدا لله تعالى الذى لا يحمد على مكروه سواه !.