اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: من هو الآخر .. فى حياتك وفى علاقاتك ؟؟ الأحد 17 نوفمبر 2013 - 3:48
من هو الآخر فى حياتك ...وفى علاقاتك ؟؟
هل كل شخص هو غريب عنك ؟ أم انك تنظر اليه ... وكأنك تنظر فى مرآة وترى بحق أنه ذاتك الأخرى ... هكذا كان الانسان الأول ... خلق الله عز وجل أبانا أدم ...ثم خلق له انسانا آخر هو أمنا حواء ... بمعنى عميق عن الآخر فهى لم تكن غريبة عنه اطلاقا ... هى جزء من كيانه ... ولم يذكر التاريخ أنهما اختلفا معا فى يوم من الأيام . وصار أدم وحواء مثلا لحياة كل انسان مع الآخر ... يعيشان دوما معا فى حب ... يقطفان غربة العمر معا متلازمين ومتزاملين يقطفان الورد معا ويجرحان من الشوك معا ... وتطور معنى كلمة الآخر من علاقة بين فرد وفرد ... الى علاقة بين أفراد أسرة واحدة ... الى علاقة بين أفراد القبيلة ... الى علاقة بين أفراد الوطن الواحد ... الى علاقة بين البشرية جمعا . ووضعت علاقات عامة للتعامل مع الآخر ... فهو قريب لك ... انتما الاثنان من اسرة واحدة هى اسرة أبونا أدم وحواء ... ويقتضى ذلك الحب والتعاون وبذل الذات من أجل الآخر... وما أجمل عبارة ذلك الحكيم الذى قال : " ماعاش لنفسه فقط " أىأنه لاتعتبر حياته حياة حقيقية ... من يتمركز حول نفسه ولايخرج منها ليندمج بالحب مع الآخر ... وهذا الاندماج هو البذرة التى يتكون بها المجتمع ... بل الاكثر من هذا من يرون أنهم لايستطعون ان يعيشوا دون الآخر ... فكل نشاطهم هو من أجل الآخر ... وفى هذا المعنى يقول الشاعر ايلينا أبو ماضى : ياصديقى أنا لولا أنت ماغنيت لحن كنت فى قلبى لما كنت وحدى اتغنى نقطة أخرى فى علاقة الانسان بالآخر ... وهى ان الانسان الواسع القلب لا يزاحم الآخر فى طريق الحياة ... بل هو يفسح طريقا لغيره لكى يعمل أو لكى يسير معه فى نفس الطريق ... انه لايتعالى على الآخر ولا يتفاخر وهدفه ان يتلاقيا معا لا أن يتباعدا . بصراحة كاملة ... كلما كبرت عندك " الأنا " حينئذ يختفى الآخر فى مقاييسك ... حيث تقول : من الذى يعيش ويظهر وينمو وينتشر أنا أم الآخر ... أو كما قال البعض اذا مت عطاشا فلا نزل المطر !... أو تقول الدنيا هى دنياى أنا ... خلقها الله لى لكى أعيش !! وتنسى أن الله تبارك وتعالى قد خلق الدنيا للكل ... لماذا تطلب ان يختفى الآخر لكى تظهر أنت ؟ ... ألا يمكن لكما أن تعيشا معا . لماذا يكون قلبك ضيقا فلا يتسع للآخر ؟!! .. .وهل اذا اختلف معك الآخر فى الرأى ... هل تحول ذلك الى خلاف فى القلب أيضا ؟! ... وتهاجم ذلك الآخر وتعاديه وتحقره وتشهر به ؟ ... أم تحاول ان تلتقى به وتتفاهم وذلك فى حوار هادىء يسوده الاحترام والمودة ... وهل حوارك مع الآخر هدفه أن تنتصر عليه وترغمه على قبول رأيك ؟ ... وهل يؤول حواركما الى مزيد من التباعد فى الرأى والقلب ؟ ! ... وهل أنت تؤمن بحرية الرأى وبالتنوع وبالتعدد فى الأفكار ؟ ... وهل يظهر ذلك فى تعاملاتك ؟ ... أم انك تعمل على الغاء شخصية الآخر ؟ ... فاما ان يوافقك أو تطرحه بعيدا عنك ... وبتحول التنوع الى خلاف ويتحول الخلاف الى قتال ... ويتطور القتال الى عداؤه تحتد وتشتد !!. لذلك كله ينبغى ان نتدرب على محبة الآخر ... فالعلافة مع الآخر كلما ازدادت قربا تتحول الى وحدة ... لقد تعود البعض بأسلوب خاطىء أن يعتبر كلمة الآخر مجرد تعبير عن الغير المخالف !. بينما الآخر هو الأخ والصديق ... والحبيب ... والمشارك فى طريق الحياة ... بكل تعاون وكل حب وهو الذى تتطور العلاقة معه الى اخوة .