اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: أبجدية العواطف عند الطفل . الخميس 10 أكتوبر 2013 - 5:28
يهتم معظم الأهالي بتنمية عقول أبنائهم، والبحث عن الألعاب التي تنمي ذكائهم العقلي، وحينما يبدأ الطفل يعي يبدءون بتعليمه الحروف والعلوم المختلفة، يكونون سعيدين جداً بحال تمكن من القراءة والكتابة بعمر مبكر، وكلما كبر كلما اهتموا بتحصيله الدراسي ومتابعته لكنهم يغفلون عن تعليمهم أبجدية العواطف، ورسائل المشاعر.. يغفلون عن تعليمهم كيف يعتنون بقلوبهم لتكون أنضج وأكثر عمقاً.. لذلك يكبرون وقد أصبحت هناك فجوة بين عقولهم وقلوبهم.. ويفتقدون لمهارات التعامل مع المشاعر، والاستفادة منها، ليحولوها مع الوقت لأداة ضارة غير نافعة.. ويتحول السيف الذي كان يجب أن يحررهم ويدفعهم للنجاح، لسيف يسلط على رقابهم ليعيقهم عن ممارسة الحياة براحة فاحرصوا على قلوب أبنائكم، وارعوها حق رعايتها اسقوها بالحب والحنان، وعلموهم أبجديات العواطف، وأثرها بحياتنا.. لا تمنعوهم من التعبير، ولا تربطوا لهم العاطفة بالضعف والفساد.. أخبروهم أن الأنبياء هم من أصحاب القلوب الكبيرة، وإلا لما استطاعوا أن يحملوا ثقل الرسالة وعبء الدعوة. أصحاب الأحلام الكبيرة والنجاحات كانت لهم قلوب مميزة أيضاً. حينما تزرعون الحب ستجنون مثله، فقط بشرط أن تعلموهم من يحبون وكيف وحينما تربطون قلوبهم منذ نعومة أظافرهم على حب الله، سيسهل عليكم الأمر كثيراً.. وسيدركون أن القلب محرك يقود إما للجنان وإما للجحيم! المخاوف والاحباطات والآلام، كلها إشارات تعين على اختيار الطريق الصحيح لو فهمت واستطاع الشخص التعامل معها بشكل جيد.. إدارة قلب، أصعب من إدارة شركة بأكملها، لذلك لن يجيد الأهل تربية أبنائهم عليها ما لم يتعلموا هم أسسها وآلية عملها! رغم أن الأمر قديماً كان أمراً فطرياً، لكن ككل فطرة تنزف حينما يتم الضغط عليها اجتماعياً، ويصبح ما وهبه الله لنا بحاجة لرعاية واهتمام لنساعده على الانتعاش والازدهار بعد أن كبت طويلاً وحاول الأهالي والمعلمين اغتياله بمهده.. لا تهملوا القلوب، فهي مفتاح السعادة، ولا تمنعوا أولادكم عن التعبير عنها، بل ساعدوهم على فهمها وفهم الرسائل الكامنة خلفه ساعدوهم ليقودوا مشاعرهم، ويستخدمونها كمحرك يوجهونه لنجاحهم، لا أداة يسيئون استخدامها فيتعسون حياتهم!