لماذا خلق الله الانسان فى كبد؟؟؟؟؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم


الانسان منذ نشأته الى نهاية امره محاط بالمشقه و التعب
وتلك حقيقه اخبرنا الله بها في كتابه الكريم
ولاهميتها اكدها سبحانه وتعالى ( بالقسم) و ( الام )و (قد) ( لقد خلقنا الانسان في كبد)
لنوطن انفسنا على تلك الحقيقه وانها امر واقع لامحاله
فاذا استقر ذلك المعنى في نفس الانسان وعلم ان حكمة الله اقتضت تلك المكابده
هدأت نفسه ورضي عن فعل الله
ولاكن هل تظن ايها الانسان ان الله خلقك في مكابده ليعذبك
سبحانه وتعالى عن ذلك علو كبيرا
فهو ارحم بنا من اباءنا وامها تنا ألا ترى تتابع معاصينا وكثرتها وهويغفرها ويسترها
الا ترى الى ذنوبنا وهي اليه صاعده وخيره الينا نازل

إذن لماذا تلك المكابده ؟؟؟
سبحانه لايُسأل عما يفعل وهم يُسئلون
ولاكن السؤال هنا ليس اعتراضاولاتسخطا
ولاكن استنباط لحكمة الله فالله لم يحرم علينا اعمال الفكر في فهم كتابه
بل دعانا الى التدبر والتفكر في آياته المقروءه والمنظوره
في انفسنا وفي صفحة الكون لنزداد ايمان على ايمان
فان ظهرت لنا الحكمه فهي ضالة المؤمن وان لم يظهر لنا حكمة فنقول برضى يملأ قلوبنا وأنفسنا
سمعنا واطعنا 0 ولا نشك طرفة عين انه ارحم الراحمين0
ولو نظرنا الى المعاناة والمكابده لوجدنا أنها لاتساوي شئ أمام نعم الله وفضله علينا


1=خلق الله الانسان في مكابده في هذه الدنيا ليكن على حذر منها فلا يركن
اليها ويطمئن بهافتلهيه عن آخرته وأن الدنيا هذا ليست هي المكان المناسب لإستقراره وسعادته،فلا يطمئن إليها أو يفتن بها ،
وهي استفزاز له لتشعل في نفسه الحنين إلى موطنه الأصلي وهو الجنة

2==هذه المكابده تجعله يتطلع الىحياة دائمة النعيم فيهديه تطلعة هذا
الى الألتفات الى الآخره والشوق الى الجنه
ولو أن هذه الأرض هي نهاية المطاف للإنسان لحق له أن يموت كمداً وحزناً
على سوء حظه فيها،ولكنها مقام مؤقت وممر إلى ما وراءها:'مستقر ومتاع إلى حين'

3==اثبات حقيقة ضعف الأنسان وإفتقاره الى ريه
وأن الانسان لايشعر بحقيقة ضعفه الا إذا عانى وكابد
وتلك المعناة هي التي تكسره أمام ربه وتحد من سطوته وجبروته في الارض

4== إنها وسيله ودافع يدفع الإنسان رغما عنه للتوجه الى الله
للإ ستعانه به عند الشدائد ألا نرى الإنسان كلما ازداد بلاءه ازداد قربا من ربه
فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء ومستخرج الشكر بالرخاء
قال تعالى ( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرّعون'.)



5==انها تكفر خطايا العبد وترفع درجته حتى الشوكه يصيبها يكفر الله بها من خطاياه


6== ان المتعه لايمكن استشعارها الا من خلال المعاناه
فلولا الحزن لما عرفنا السعاده ولولا المشقه ما عرفنا الراحه
فسعادة الانسان بعمل تكون مساويه لمعاناته في انجازه
ولو تخيلنا الدنيا سعاده دائمه ربما اصابنا الملل من من دوام الحال
فالمصائب هي التي تضفي على الحياة مذاقاً لنستمتع بها ،
ولو كانت حياة الناس عافية مستمرة وغنى متواصلاً وصحةً دائمة لسئم الناس منها ولركدت الحياة

فهاهم قوم سباء ملوا النعيم فقالو ربنا باعد بين أسفارنا
0ولكن اهل الجنه لايصيبهم ذلك الملل فالله عز وجل يقول عنهم (لا يبغون عنها حولا)


7== تشعر الانسان بإنسانيته وأهميته حينما يواجه الحياة ويتفاعل مع احداثها
فيرتفع عن درجة الحيوانيه الخاليه من المشاعر ولاحاسيس الى دجة الانسانيه المدركة والمصابره

8= المحنة هي التي تستفز الإنسان للإبداع والتطوير،وتستخرج طاقاته الكامنة
فيكون الإبداع والارتقاء الذي يؤدي إلى التقدم في مسيرة الحياة و الإعمار على هذه الأرض.


9= الكبد والعناء فيه ا بتلاء و تمحيص: (هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)،
فالمحنة هي الوسط الملائم لتمحيص النفوس وتطهير القلوب وتمييز الطيب من الخبيث:'

(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون' )

10=والمصائب تكشف مدى التراحم والتكافل بين الناس،فأصحاب الابتلاءات في أي مجتمع هم مشعر الإيمان والأخلاق فيه،فيظهر معدن المجتمع من خلال تعاملهم مع هؤلاء الضعفاء،وهنا نفهم قول ربنا

'(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ'
%%%%%%%%%%%%%%

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين