عزف ودم
محمد براح / الجزائر
أعلنت من جرح الفدا أعراسي
فروت فخارك للدنا أنفاسي
من تكلم عطر البنادق نفحها
والطيب منها ماسك بلباسي
هي من حكى ورد الربيع نضالها
وسقى الندى ليل الشتاء القاسي
هي من تأجّج في البرية صبحها
لا صبح أجمل من صباح حماس
يا من مشت في كل ألحفة الردى
رفقا بقلب الشاعر الحساس
يا صوت فوهة البنادق والصدى
يا لون حمرة دربنا الميّاس
وتلألأت منها الجداول بالسّنى
ضاهى تلألؤها بريق الماس
ودعت إلى التغيير توقظ شعبها
من غفلة وتثاقل ونعاس
ورأت بأن الحل يصنع من دم
لا من تآمر خائن مقعاس
فرأى العداة سيوفنا ممزوجة
بجراحنا من بعد طول مراس
فيرون ذا الغضب الجميل وصبرنا
ونضالنا وفنون رفع الراس
يا كل شيء علميها ما الندى
ما الظهر عند تآمر الأنجاس
كل الخطوط طبعت رسم حروفها
ملأت جراحك صفحة الكراس
وقّعت بالدم ما سأكتبه غدا
فالجيل يقرأ ما روى قرطاسي
وسموت بالشيخ القعيد على الدُنا
من لي بذاك الواقف التراس
لا زال صوتك مالئاً خفقاتنا
ودم الشهيد يرف كالنبراس
نجحت حماس وفاز نهج نضالها
لتسوس بعد الظلم بالقسطاس
إيه حماس جمَعت ألف بشارة
وخرجت للدنيا بطيب غراس
وأتى بفوزك للحياة بهاؤها
وأشع نورك رحمة للناس
وأعدت ترتيب الحروف لسطرنا
حين ابتدأت السطر بالمقياس
وهتفت ما خفت الرصاص ولا الردى
جهزت صفك للوغى والباس
فأتى يعانقك الزمان وشوقنا
وصدى الأذان ورنة الأجراس
وتمسك الشعب الأبي بدرة
لم يجدد نفعا بريق نحاس
فسرت بالدم مبهمات حروفنا
وشرحت سر تزاحم الأقواس
عبّدت للشعب الطريق بروعة
من بعدما ساقوه للإفلاس
يا عطر أغنية يضمخها الشذا
قد جاء نصر حماس للإيناس
قد جاء نصر حماس يزرع فجرنا
ويرد كيد تآمر الأجناس
ويعيد من لهب المعارك أرضنا
ويصون بالدم أقدس الأقداس
فلترحلوا أنتم سرقتم أرضنا
وديارنا في غفلة الحراس
واليوم نولد مغرمين بقدسنا
قرآننا في الدرب خير أساس
فتوكلي سيري لمجدك وانثري
جمرا بوجه المارد الخنّاس
وثقي تماما أن فجرك باسم
ألحان نصرك من صدى الأوراس
وإذا تلعثمت الشفاه فإنني
آت إليك معانقا أتراسي
سأردّ ما اغتصب الغزاة فمن دمي
أفدي الثرى بمديتي وبفاسي
نمشي وفي يدنا عظام رفاتنا
لسنا نخاف تراكم الأرماس