اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: كن .. حتى يكون الأربعاء 25 سبتمبر 2013 - 17:44
لابد من كلمات تقال للآباء والأمهات والمربين والمربيات لتعم الفائدة، ومن أراد لولده أن يكون... فلابد أن يقال له أولاً : كن أنت... * كن قدوة حسنة : أيها الأب .. إن عين الولد بك معلقة، ونفسه بك مرتبطة، فأنت قدوته وإمامه، وحجته على ما يفعل، فكن قدوة حسنة له في إيمانك بالله وعبادتك له - عز وجل -، وكن قدوة في أخلاقك وآدابك وحسن تعاملك، كن قدوة بكل ما تحمله كلمة قدوة من معانٍ، من خلال سلوكك العملي مع أولادك، إمامك في ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم -. * كن عادلاً : إنك لن تستطيع أن تحكم بين اثنين في قضية عابرة إذا لم تكن عادلاً، فما بالك بمن تشغلك قضيته طوال حياتك؟! إنك لن تستطيع أن تحقق ما ترى إذا شعر الولد أنك تفضل أخاه عليه؛ فهذا هو الجور الذي لا يرضاه الطفل، كما لم يرضه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. * كن له بعض أوقاته : أيها الأب وأيتها الأم.. لا عذر لكما عند الله، ثم لا حجة لكما عند الطفل بعدم وجود الوقت المخصص للجلوس معه؛ فهذا حقه: 'وأعط كل ذي حق حقه'، وهذه أمانة المسئولية: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، فيا من تترك ولدك لغيرك يربيه؛ لا تبكِ غدًا على ما ستجنيه؛ فلقد أضعته ولدًا فأضاعك شيخًا.
* كن صاحبًا في الاستماع لحاجات ولدك ورغباته، واعلم أنك تتحدث مع طفل له حدود وقدرات عقلية محدودة؛ فخاطبه على قدر عقله .أيها الأب، أيتها الأم. فليكن كل منكما صاحبًا يكن ساحبًا، فللصحبة أثر عظيم جدًا في نفس الولد، وتجعل قلبه كالصفحة البيضاء: ينطبع عليها كل ما يريده الأب والأم، وهذه الصحبة ليست منك للولد فقط، ولكن من غيرك أيضًا له؛ فأصدقاء السوء يهدمون ما تبنيه أنت أيها الأب؛ فاشغل وقت ولدك بصحبتك له، واستيقظ قبل أن يُسرق طفلك وأنت عنه غافل، فصحبتك تدخل السرور على قلبه، وتجعله يحكي لك كل أموره، وتصبح سريرته لك علانية، فصاحبه وشجعه وامدحه، وأكثر من الثناء عليه؛ فما ترك ابن عمر - رضي الله عنهما - صلاة القيام بعدما سمع كلمة الحبيب - صلى الله عليه وسلم -: 'نعم الرجل عبد الله لو كان يصلى من الفجر'. * كن مراقبًا : أيها الأب.. لا تلقِ البذرة ثم تتركها وتذهب، وتقول: ها أنا ذا زرعت. ولكن انتظر الحصاد، فسوف تأتي من خلفك آفات الشر والفساد تأكل محصولك قبل أن تجني ثماره، فكن مراقبًا في أخلاقه - وخاصة خلق الصدق - فالكذب أساس الرذائل، ولما أراد الرسول أن يحجب الرجل عن كل الشرور قال: 'لا تكذب'. وكن مراقباً له في أصدقائه ورفاقه، كن مراقبًا له في تكوينه الجسدي وخلواته، كن على حذر أن يكون هناك من يحاول هدم بنائك الذي بنيته في سنين، مع دوام الاستعانة بالله - تعالى -أول وآخر الأمر.