جـراح غـزة
الشاعر: محمد براح الجزائري
وأنستني بكاءك يا عراق * * * * جراحات بغزة لا تطاق
وأغفو ثم يوقظني ضميري * * * * يلح علي أين هم الرفاق؟
مسيل النهر ليس كما زمان * * * * وشرب الماء ليس له مذاق
فيا أرض الخلافة سامحينا * * * * وقد كثر التبرم والنفاق
فأي الجرح نسعف لا تلمني * * * * جراح الغدر أم دمنا المراق؟
وألوية العروبة في سقوط * * * * وحول شعوبنا اشتد الخناق
إذا ما قلت مصر بكاك شام * * * * وتشهد ذلنا السبع الطباق
جراحات العروبة في ازدياد * * * * توسع بالخنوع لها النطاق
من الأقوال تحسبنا أسودا * * * * وفي الأفعال تعرف ما النياق؟
وتعرف كيف نصنع ألف عذر * * بلا عذر ويخترح الشقاق
إذا رضي العدو فذاك أسمى * * * * وإلا فاللقاء هو الفراق
ونقسم بالثلاث وكم حلفنا * * * * وشتت جمع أمتنا الطلاق
إذا اجتمعوا فليس لهم حلول * * * * فلا حلم يشاع ولا وفاق
ولو ناداهم غر بغيض * * * * لقام الناس واحتدم السباق
وناداهم دم فغدو سكارى * * * * وعذبنا الأنين فما استفاقوا
تراهم يرقصون بلا حياء * * * * مع الخصم العنيد حلا العناق
وهم يستأذنون لكل خطب * * * * جدير كا لنعاج بأن يساقوا
من الإذلال في جسدي اضطرام * * وفي كبي من الظلم احتراق
بكت يا غزة الشهدا عيوني * * * * وهز القلب حب واشتياق
فقولي كي لي آتي إليكم؟ * * * * إذا ما اختير في زمني الرواق
ودجالون في وطني استداروا * * * * على الأعقاب كم لهم اختلاق
أرى الحرية الحمراء نادت * * * * وليس لها سوى دمنا صداق
فموت بالدماء هناك أولى * * * * وفي عنقي هنا لف الوثاق
ألا فاغضب فقط لتقول شيئا * * * * له في ساح أمتنا اشتقاق
ألا فاغضب فقط لنراك حيا * * * * عسى يأتي من الغضب انبثاق
أنا في الأسر ارسم ذكرياتي * * * * أقول متى يحررني انعتاق؟
أعد نجوم ليلك في شجون * * * * ولي بكواكب الدنيا التصاق