لو أنك جالس فى غرفة مع زملاء أو اصدقاء ... الى مائدة عليها صينية تحمل أكواب مشروب زجاجية ... ولأى سبب اهتزت المائدة فسقطت الأكواب على الأرض وتحطمت ... ثم دخل عليكم شخصا ... ترى مارد فعله للمشهد ؟ ! . لو كان عربيا سيسأل عمن أسقط الأكواب ... وسيقضى الليلة فى تأنيبه والسخرية منه ... وأثناء انهماكه فى تقليده سيدوس على شظية زجاج ... تجرحه وتسيل دمه . لو كان أوروبيا ... سينصرف ذهنه الى قانون نيوتن للجاذبية ... وسيفكر فى أساس لنظرية تجعل الأجسام اذا تعرضت للدفع تقاوم عجلة الجاذبية الارضية . لو كان أمريكيا ... سينشغل أولا بازالة قطع الاكواب المكسورة ... ثم سيقنع الحاضرين بمزايا علب المشروبات الأمريكية المصنوعة من الصفيح ليشتروها فى المستقبل . لو كان يابانيا ... سيقرر انشاء مصنع لانتاج أكواب زجاجية مضادة للكسر . لو كان صينيا ... سينتظر ظهور باكورة الانتاج اليابانى ... لتقليده وتسويقة فى العالم ... بربع الثمن . لو كان اسرائيليا ... سيغافل الجالسين ويسطو على الصينية ... ويتركهم غارقين فى جدلهم !! . اختلاف التصرف ... لا يرجع الى أسباب جينية أو اثنية ... وانما الى اسلوب التربية وطريقة التفكير ... فاذا سالك طفلك ... لماذا خلقنا الله ... أو من الذى خلق الله ؟!! ... سوف تنهره وتستغفر المولى رغم أنه أمرنا بالتفكر والتدبر ... وسوف نخيف طفلك بعذاب النار لتردعه عن السؤال والتفكير مجددا . اذا سالك تلميذك لماذا السماء زرقاء ... والبحر فيروزى ... والشمس ذهبية والقمر فضى ؟!! ... اذا سألك : لماذا تدور الأرض ... وكيف تهب الرياح ... ولماذا يطفىء الماء النار ؟!! ... سوف تصرخ فى وجهه وتنعته بأنه غبى وغلباوى . يكبر الطفل أو التلميذ اذن مصابا بالغباء الذهنى ... غير قادر على الابداع والاختراع ... لا يجرؤ على التفكير والاستفسار ... جبانا يخشى أن يراجع رئيسه فى قرار خاطىء . اذا اطلقنا عقول ابنائنا ... تفكر بحرية وتسأل بشجاعة ... لن ينصرفوا مثلنا مع الأكواب المكسورة !! .