اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: يمهــــل ولا يهمل .. الخميس 29 أغسطس 2013 - 5:19
يمهــــل ولا يهمل فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي
أنه كان في بغداد قبل قرابة الأربعين سنة رجل يعمل جزاراً يبيع اللحم وكان يذهب قبل الفجر الي دكانه فيذبح الغنم ثم يرجع إلي بيته ثم يرجع بعد طلوع الشمس يفتح المحل ليبيع اللحم في إحدي الليالي بعد ما ذبح الغنم رجع في ظلمة الليل إلي بيته وثيابه ملطخة بالدماء وفي أثناء الطريق سمع صيحة في إحدي الأزقة المظلمة فتوجه إليها مسرعاً وفجئة سقط علي جثة رجل قد طعن عدة طعنات ودمائه تسيل والسكينة مغروزة في جسده فانتزع السكين ثم أخذ يحاول حمل الرجل ومساعدته والدماء تنزف علي ثيابه لكن الرجل مات بين يديه فاجتمع الناس ولما رأو السكينة في يده والدماء علي ثيابه ورأو الرجل وهو فزع خائف اتهموه بقتل الرجل ثم حكم عليه بالقتل ولما أحضر لساحة القصاص وأيقن بالموت صاح بالناس وقال: أيها الناس أنا والله ما قتلت هذا الرجل لكن قتلت نفساً أخري قبل عشرين سنة والآن يقام عليّ القصاص ثم قال: قبل عشرين سنة كنت شاباً فتياً أعمل علي قارب أنقل الناس بين ضفتي النهر وفي أحد الأيام جاءتني فتاة غنية مع أمها فنقلتهما ثم جاءتا في اليوم التالي و ركبتا في قاربي ومع الأيام بدأ قلبي يتعلق بتلك الفتاة وهي كذلك تعلقت بي طلبتها من أبيها ولكنه رفض أن يزوجني لها لفقري ثم انقطعت عني بعدها ولم أعد أراها ولا أري أمها وبقي قلبي معلق بتلك الفتاة وبعد سنتين أو ثلاث كنت في قاربي أنتظر الركاب فجاءت إمرأة مع طفلها و طلبت أن أنقلها الي الضفة الأخري فلما ركبت وتوسطنا النهر نظرت إليها فإذا بها صاحبتي الأولي التي فرق أبوها بيننا ففرحت بلغياها وبدأت أذكرها بسابق عهدها والحب والغرام لكنها تكلمت بأدب وأخبرتني بأنها تزوجت وهذا ولدها فزين لي الشيطان الوقوع بها فاقتربت منها وصاحت وذكرتني بالله لكني لم ألتفت إليها بدأت المسكينة تدافعني بما تستطيع وطفلها يصرخ بين يديها ولما رأيت ذلك أخذت الطفل وقربته من الماء وقلت : إن لم تمكنيني من نفسك أغرغته فبكت وتوسلت لكني لم التفت إليها وأخذت أغمض رأس الطفل فإذا قارب علي الهلاك أخرجته وهي تنظر إليه وتبكي وتتوسل ولكنها لا تستجيب لي فأغمضت رأس الطفل بالماء وشددت عليه الخناق وهي تنظر وتغطي عينيها والطفل تتطرب يداه ورجلاه حتي خارت قواه وسكنت حركاته فأخرجته فإذا هو قد مات فألقيت جثته في الماء ثم أقبلت عليها فدفعتني بكل قوتها وتقطعت من شدة البكاء فسحبتها من شعرها وقربتها من الماء وجعلت أغمس رأسها في الماء وأخرجه وهي تأبي عليّ الفاحشة ولما تعبت يداي غمست رأسها في الماء فأخذت تنتفض وتنتفض حتى سكنت حركتها فألقيتها في الماء ثم رجعت ولم يكتشف أحد جريمتي فسبحان من يمهل ولا يهمل ثم قطع رأسه