اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: مقياس الاعمار ... الخميس 8 ديسمبر 2011 - 5:24
ليس العمر ما يملكه المرء من سنوات ، بل ما يملكه من أحاسيس
في نهاية السنة ، علينا إذن أن نقاوم ذعر الزمن الهارب بنا ، ألاّ نقيس أعمارنا بما عشنا من أعوام ، بل بما عايشنا من مشاعر ، وحدهم الذين أحبّوا عاشوا حقا ، بالدموع كما بمباهج القلب تقاس الأعمار ، فلندع جانبا روزنامة السنوات ، ولنعد النظر في تواريخ ميلادنا ، استنادا إلى مسقط قلبنا ، لا مسقط رأسنا ربما اكتشفنا أننا أصغر أو أكبر مما كنّا نتوقع . ثمة من يضيف سنوات إلى حياته ، وآخر حياة إلى سنواته ، الأوّل كلما تقدم به العمر يشيخ .. والثاني كلّما تقدمت به الحياة يصغر .. أشياء تافهة تسرق عمرنا ، وتزيد على ذلك بأن تحسب علينا عمرا .. لذا .. نظلّ جميعا مذهولين عندما تقدّم لنا فواتير العمر .. لا أحد منّا يصدق عمره . لعام آخر أسدي لكم النصيحة إيّاها : لا تضيفوا سنوات إلى حياتكم ، بل حياة إلى سنواتكم اسرقوا من العمر حياة ، قبل أن يسرق العمر أجمل سنوات حياتكم .. استمتعوا بالحياة في كل فصولها ، وفي كل لحظة منها ، حتى عندما يسؤ الطقس وتمطر السماء وتسدّ الثلوج أبواب بيوتكم ثمة دائما شئ جميل يمكن أن يحدث أثناء عاصفة ثلجية .. اسألوا الإسكيمو العاشقين أبدا . لا تكوني نملة .. بل نحلة .. لا تنقلي فتات الماضي من عام إلى آخر ولا كراكيب الذكريات أينما حللت .. لا تثقلي قلبك بعدّاد الطعنات ، ولا ذاكرتك بفواتير الخسارات ، تخلّصي من الذكريات أولا بأوّل .. كما النيويوركيون .. الذين يقصدون كلّ ليلة رأس السنة ساحة ( تايمز سكوير ) ليلقوا بكل ما لم يعد له مكان في حياتهم ، نكّلي بالأشياء قبل أن تنكل بك هم أوجدوا مفرمة كبيرة يلقون إليها بكلّ ما له علاقة بقصص حبّ ماتت ، ولم يبقى منها إلاّ أشلاء ذكريات ، إنّها طريقتهم في التّخلص من الماضي كل نهاية سنة ، كما تتخلص الزّواحف من جلدها ن ضرب من التمارين الجّماعية ، يقومون بها ببهجة احتفالية قصد النسيان . لكن .. أن ننسى لا يعني أننا صفحنا ، ذلك أنّه يوجد فرق كبير بين الصفح والنسيان كما يقول ( باولو كويهلو ) .. لذا .. كل عام نلقي بكلّ آلامنا إلى مفرمة الماضي .. ولا نحتفظ سوى بحقّنا في الا نصفح