اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: القيامة الصُغرى الإثنين 1 يوليو 2013 - 20:19
يطلق على المرحلة التي يمر بها الإنسان بعد هذه الحياة الدنيا عدة أسماء ، منها : القيامة الصغرى والبرزخ ، والموت. والقيامة الصغرى هي الموت ، فكل من مات فقد قامت قيامته ، وحان حينه. وتسمى القيامة الصغرى أيضاً بالمعاد الأول ، كما تسمى البرزخ . يقول ابن القيم : "الموت بعث ومعاد أول"، فإن الله جعل لابن آدم معادين وبعثين يجزي فيهما الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى . فالبعث الأول : مفارقة الروح للبدن ، ومصيرها إلى دار الجزاء الأول" البرزخ البرزخ في كلام العرب الحاجز بين الشيئين، والبرزخ في الشريعة : الدار التي تعقب الموت إلى البعث . قال تعالى : ( وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [ المؤمنون : 100 ] . قال مجاهد : هو ما بين الموت والبعث. وقال ابن القيم : "عذاب القبر ونعيمه اسمه لعذاب البرزخ ونعيمه ، وهو ما بين الدنيا والآخرة ، قال تعالى : ( وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [المؤمنون : 100] . وهذا البرزخ يشرف أهله فيه على الدنيا والآخرة". المـوت الحياة والموت متناقضان، ولذا فإن معاجم اللغة العربية تُعرِّف كل واحد منهما بأنه نقيض الآخر، وأصل الموت في لغة العرب : السكون ، وكل ما سكن فقد مات. والموت: "انقطاع تعلق الروح بالبدن ، ومفارقته وحيلولة بينهما ، وتبدل حال ، وانتقال من دار إلى دار الوفاة الكبرى والوفاة الصغرى النوم شبيه الموت ، ولذلك يسميه علماؤنا بالوفاة الصغرى ، فالنوم وفاة ، والقيام من النوم بعث ونشور ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ) [ الأنعام : 60 ] وفي النوم تقبض أرواح العباد ، ومن شاء الحق أن يمسك روحه في حال نومه أمسكها ، ومن شاء بقاءها ردها إلى الأجل الذي حدده الحق ، قال تعالى : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) [ الزمر : 42 ] الموت حتم لازم والموت حتم لازم لا مناص منه لكل حي من المخلوقات ، كما قال تعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [ القصص : 88 ]. ولو نجا أحد من الموت لنجا منه خيرة الله من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) [ الزمر : 30 ] ، وقد واسى الله رسوله بأن الموت سنته في خلقه ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ) [الأنبياء : 34]. والموت حق على الإنس والجن ، ففي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ رواه البخاري في كتاب التوحيد. للموت أجل محدد. للموت وقت يأتي فيه ، فلا يستطيع أحد أن يتجاوز الأجل الذي ضربه الله ، وقد قدر الله آجال العباد ، وجرى بذلك القلم في اللوح المحفوظ ، وكتبته الملائكة الكرام والمرء في بطن أمه ، فلا يتأخر المرء عما كتب له ولا يتقدم. قال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً ) [ آل عمران : 145 ] ، وقال : ( أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ) [ النساء : 77 ] . وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال : قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عنها : " اللهم أمتعني بزوجي رسول الله ، وبأبي أبي سفيان ، وبأخي معاوية قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد سألت الله لآجال مضروبة ، وأيام معدودة ، وأرزاق مقسومة ، لن يعجل شيء قبل حِلِّه ، ولن يؤخر الله شيئاً بعد حِلِّه ، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار ، أو عذاب في القبر كان خيراً أو أفضل وقت الموت مجهول لنا لا علم للعباد بالوقت الذي يحضر فيه الموت ، وينزل بهم ، فإن علم ذلك لله وحده ، وهو واحد من مفاتيح الغيب التي استأثر الله بعلمها. قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [ لقمان : 34 ]