المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أين زادك للرحيـــل..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العابد

العابد


اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 56600
تاريخ التسجيل : 16/10/2011
الموقع الموقع : الاسكندرية
المزاج : مشغول

أين زادك للرحيـــل.. Empty
مُساهمةموضوع: أين زادك للرحيـــل..   أين زادك للرحيـــل.. I_icon_minitimeالسبت 29 يونيو 2013 - 18:19

أين زادك للرحيـــل.. 791183673



ما أحوجنا إلى وقفة متأمله مع حقيقة الموت .. تلك
الحقيقة المره التي يرحل بها الإنسان من حياة إلى
أخرى .. ومن دآر إلى دآر .. تلك الحقيقة التي حيرت العقول
وحطمت أمانى الخلود .. وأجبرت الناس على اختلاف
منآزلهم أن يروا الحياة محطة عآبره لا خلود فيها
ولا قرار .
ففريق منهم أدرك سر الحياه .. فآمن بالله ربا
وبالإسلآم دينا وبمحمد نبيا ورسولا .. وعلم من دينه
أن الحياة رحلة ابتلآء .. يعبرها المؤمن مسآفرا
إلى ربه .. يرجو زادا يوصله إليه سالما غانما .
وفريق منهم أدرك تفاهة الحياة وقصرهآ واندثارها
بيد أنه ضل الطريق .. فاتخذها قرارا ورضي بها
منزلا .. فلم يعمل لزاد رحلته حسآب .. فهو في
تناقض واضطرآب وتضآد وعذآب .
فمن أي الفريقين أنت ‏..؟
هل أعددت زادا للرحيل ..؟
فرسول الله يوصيك أن تكون كذلك ويقول
[ كن في الدنيا كأنك غريب أو عآبر سبيل ‏]‏[روآه البخآري‏]‏
وابن عمر رضي الله عنهمآ الذي وجه إليه رسول الله
هذه الوصية يقول "آذا أمسيت فلا تنتظر
الصباح
وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك
لمرضك ، ومن حيآتك لموتك" [روآه البخآري]
وسوآء أعددت نفسك من العآبرين لسبيل الحياة أو
أعددت نفسك من الخآلدين المقيمين ..فأنت في النهآية
سترحل .. وفي جميع الأحوآل أنت عآبرها فمنى الخلود
كالظل الزائل .. [ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد
أفإن مت فهم الخآلدون ][الأنبيآء .. 34]
هكذا خلق الله الحياة وهكذا أرآدها .. الكل وإن
طآلت الأعمآر رآحل .. وبريق الدنيا مهما لمع زآئل
وعمودهآ مهما استقآم مآئل
ألا أيها النآسى ليوم رحيله ‏...‏ أرآك عن الموت
المفآرق لآهيا
ولا ترعوى بالظآعنين إلى البلى ... وقد تركوا الدنيا
جميعا كمآ هى
ولم يخرجوا إلا بقطن وخرقة ... وما عمروا من
منزل ظل خآويا
وهم في بطون الأرض صرعى جفآهم ... صديق وخل
كآن قبل موآفيا
وأنت غدا أو بعده في جوآرهم ... وحيدا فريدا
في المقآبر ثآويا
جفآك الذي قد كنت ترجو ودآده ... ولم ترى إنسانا
بعهدك وافيا
فكن مستعدا للحمآم فإنه ... قريبا ودع عنك
المنى والأمآنيا
دخل رجل على أبي ذر .. رضى الله عنه وأرضاه .. فجعل
يقلب نظره في بيته .. فقآل يا أبا ذر .. أين متآعكم
فقآل .. "إن لنا بيتا نوجه إليه صالح متآعنا"
قآل .. لابد لك من متآع مآدمت هنا .. قال .. "إن صآحب
المنزل لا يدعنا فيه " .. فتأمل أخي في هذا الفقه
النبيل .. "إن صآحب المنزل لا يدعنا فيه" فالمنزل
هو الدنيا .. وصآحبها هو الله .. وقد قآل الله تعآلى
[ إنما هذه الحيآة الدنيا متآع وإن الآخرة هى دآر
القرآر ][غآفر .. 39]
وقآل عمر ابن عبد العزيز .. "إن الدنيا ليست بدار قراركم
كتب الله عليها الفنآء .. وكتب على أهلها منها الطعن
فأحسنوا رحمكم الله منها الرحله .. بأحسن ما
بحضرتكم من النقله .. وتزودوا فإن خير الزاد التقوى"
وأحسن منه قول النبى .. صلوات ربي وسلامه عليه
[ مآلي وللدنيآ ‏..‏ إنما مثلى ومثل الدنيا ‏..‏ كمثل رآكب قآل
في ظل شجرة .. ثم رآح وركها ][ روآه الترمذي وأحمد]
أخي .. أختي .. أنت معني بالرحيل على كل حآل .. أيامك
تسوقك إليه .. وخطوآتك تقبل بك عليه .. وأنت في
الحيآة مجبور على العبور .. وخآضع لموت مقدور
موتك فآصل بين حيآة وحيآة .. وليس هو نهآية
المطآف ..بل هو نقلة تسير بك إلى عآلم جديد
عآلم البرزخ بما فيه من هول القبر وسؤاله
وهول البعث وأحواله .. وطول الحسآب وجلآله
[ أفحسبتم أنما خلقنآكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ‏‏]‏[ المؤمنون ‏..‏ ‏115‏]‏
لأجل فهم هذه الحقيقه .. بعث الله النبيين والرسل
كلهم اتفقوا على بيآن هذه الحقيقه لقولهم
[ يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة
هى دآر القرآر ][ غآفر .. 39]
لا تغقل لأنك لم تخلق سدى .. وإذا رأيت النآس
قد سخروا فطنتهم للدنيا .. فاستعمل فطنتك في
الآخره .. تفكر في رحيلك واجعل همك كل همك
في معآدك .. تذكر أن الموت يأتي على غره .. فأعد
لفجأته حسابا .. تفكر في لحظة احتضارك بما قد
يختم لك .. تأمل في النآس وقد تمآيلت بحملك
أكتآفهم .. إذا حملوك فأقبروك .. ودفنوك وودعوك
ولم يملك لك أحدهم نفعا ولا ضرا .. كيف ستلآقي
يومها ربك .. كيف ستدخل عآلم البرزخ وحدك
كيف تجيب .. وهل ستسعد وقتها .. أم تخيب
اعرض أعمآلك وانظر مآذا قدمت ..[ بل الإنسآن
على نفسه بصيره ][القيامه .. 14]
قآل ابن الجوزي ..رحمه الله في نصيحة لابنه
‏"‏ من تفكر في الدنيا قبل أن يوجد رأى مدة طويله
ومن تفكر فيها .. بعد أن يخرج منها .. رأى مدة
طويله .. وعلم أن اللبث في القبور طويل .. فإذا تفكر
في يوم القيامه .. علم أنه خمسون ألف سنه
فإذا تفكر في اللبث في الجنة والنآر .. علم أنه
لا نهاية له .. فإذا عاد النظر في مدة بقاءه في
الدنيا .. فرضنا ستين سنه مثلا ..فإنه يقضي منها
ثلاثون سنة في النوم .. ونحو خمس عشرة من
الصبا .. فإذا حسب الباقي كان أكثره الشهوات
والمطاعم والمكاسب .. فإذا خلص ما للآخره .. وجد
فيه من الرياء والغفلة كثيرا .. فبماذا تشتري الحياة
الأبديه .. وإنما الثمن هذه الساعات "[ لفتة الكبد .. 16 ]
‏وكتب بعض السلف إلى أخ له قائلا .. " يا أخي
يخيل لك أنك مقيم .. بل أنت دآئب السير .. تساق مع ذلك
سوقا حثيثا .. الموت موجه إليك والدنيا تطوى من ورآئك
وما مضى من عمرك ليس بكار عليك ..حتى يكر عليك
يوم التغابن "
فصحح أخي مسارك.. وابذل جهدك لمعرفة حقيقة
أعمآك .. أين تصرف نظرآتك وأين تخطو خطوآتك ؟
وبم تتكلم لفظاتك وما هى آمالك وخطرآتك ؟
يقول ابن القيم رحمه الله .. " إن الغآفل عن الاستعداد
للقآء ربه والتزود لمعاده بمنزلة النائم بل
أسوأ حالا منه ..فإن العآقل يعلم وعد الله ووعيده
لكن يحجبه عن حقيقة الإدراك .. ويقعده عن
الاستدرآك .. سنة القلب وهي غفلته التي رقد فيها
فطآل رقوده .. وانغمس في غمآر الشهوآت
واستولت عليه العآدات ومجآلسة أهل البطآلات
ورضى بالتشبه بأهل إضاعة الأوقآت .. فهو في
رقآده مع النائمين .. فمتى انكشف عن قلبه سنة
الغفله .. بزجرة من زواجر الحق في قلبه
استجآب فيها لواعظ الله في قلب عبده المؤمن
ورأي سرعة انقضاء الدنيا .. فنهض في ذلك الضوء
على ساق عزمه قائلا .. [يا حسرتى على ما
فرطت في جنب الله ]فاستقبل بقية عمره
مستدركا بها ما فات .. محييا بها ما أمات
مستقبلا بها ما تقدم له من العثرات "
‏[الروح لابن القيم .. 223].. فاجعل التقوى زادك
واحذر الغفله ..فإنها تنسيك حقيقة سفرك
وتغريك بزخرف الدنيا وتمنيك بالآقامه الزائفه

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الشيخ..‏ أبو الحسن بن محمد الفقيه

دمتم بحفظ الله




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أين زادك للرحيـــل..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتديات الدينية :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: