ومن أصول عقيدة التوحيد إفراد الله بالحكم والتشريع، فليس هذا الحق لفرد أو
طائفة أو شعب، قال تعالى عن اليهود والنصارى: ؟ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ
أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا إلَهًا وَاحِدًا
[التوبة: 31].
وفسرها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: « ألم يُحلوا لكم الحرام ويُحرموا عليكم
الحلال فاتبعتموهم -قيل: بلى- قال: "فتلك عبادتهم »؛ [حسنه الألباني بشواهده].
وقال تعالى:؟ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ
[الشورى: 21].
فمن استجاز أن يُحكَم البشر في دمائهم وأموالهَم وأعراضهم وسائر معاملاتهم بغير
حكم الله فقد أشرك بالله العظيم:؟ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ
حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة: 50].
والواجب على كل مسلم ألَّا يتحاكم إلى القوانين الوضعية المخالفة للشريعة وأن
يقبل حكم الله في كل نزاعِ بينه وبين غيره فِي الناس، وأن يدعو الناس إلى ذلك.
قال تعالى: ؟ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا
فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[النساء: 65].