إن الشكل الأسطواني لحيوان الفقمة، بالإضافة إلى أطرافه التي تبلورت على مر
السنين إلى زعانف جانبية والزعانف القدمية التي في المؤخرة، جعلت منه أحد
أفضل وأمهر حيوانات الغطس في العالم حيث كل عضو لديه يؤدي عملا معينا
يسهل على الفقمة التجول تحت الماء بسرعة كبيرة وفي نفس الوقت يجد المرونة
التامة في حركته بحيث لا يعيقه شيء. وبالرغم من أن تصنيف هذا الحيوان
يندرج تحت الثدييات ألا أنه يتميز بالقدرة على حبس التنفس تحت الماء ولا يفوقه
في هذا التميز سوى الحوت، وهذا أحد الأسباب الرئيسية في تبرير قضاء الفقمة
معظم فترات حياته تحت الماء.
وقد عرف عنه ولعه بالغوص تحت الماء حيث إن نبضات القلب لديه تقل أثناء
الغوص من 10050 نبضة بالدقيقة الواحدة حتى تصل إلى 10 أو أقل في
الدقيقة لحظة الغوص، ولدى الفقمة القدرة في الغوص إلى أعماق كبيرة ً تصل
إلى 150 و250 متر وتتمكن من البقاء إلى ما يقارب 20 أو 30دقيقة.
حيوان الفقمة لا يعيش في منطقة معينة ولكن الرابط الوحيد بين أماكن تواجده
الشاطئ فهو يعيش بقرب البحار تبعا لحاجته للبحر في كسب قوت يومه من الثروة
السمكية وكذلك من خلال ممارسة رياضته المفضلة والمتمثلة في الغوص، فحيوان
الفقمة وجد في معظم بحار العالم وهناك أنواع نادرة منه تعيش في البحيرات،
وهناك أنواع كثير تعيش في القطبين الشمالي والجنوبي وهناك أنواع توجد في
البحار والشواطئ الدافئة،
والظاهرة الغريبة التي حيرت العلماء هي تجمع حيوانات الفقمة على الشواطئ
بأعداد هائلة والجلوس على الشاطئ دون حراك، ومن خلال الدراسات التي قام
بها علماء الحيوان وجدوا أن حيوان الفقمة يقضي وقته على الشاطئ للراحة،
كذلك في موسم التناسل حيث يقوم الذكور والإناث بالتجمع في مكان مخصصص
للقيام بعملية التناسل ومن ثم العودة إلى نفس المكان بعد أن تكمل الأنثى فترة
الحمل لوضع الأطفال.
حيوان الفقمة له طريقة فريدة في التناسل حيث تقوم الحيوانات بالتجمع على
اليابسة للتناسل بطريقة فريدة فكل الذكور والإناث يتجمعون في جماعات للتلقيح،
وقد سجل العلماء أعداد هذه الجماعة من حيوان فقمة لحظة موسم التزاوج حيث
وصلت في إحداهاإلى 70000 وهو عدد كبير وأثناء مراسم التزاوج تقوم ذكور
الفقمة بالمبارزة فيما بينها لتحديد الزعيم الذي سيحظى بمعظم الإناث وهي عادة
نادرة في عالم الحيوان وبعد ذلك تأتي فترة الحمل لدى الأنثى وتصل ما بين ستة
أسابيع إلى 9 أشهر تبعاً لنوع الفقمة وأنثى الفقمة تلد مرة واحدة كل عام ولا يتعدى
عدد المواليد مولودا واحدا لكل أنثى إلا أن هناك حالات
استثنائية سجل فيها ولادة توأم وفترة الولادة غالباً ما تكون ما بين بداية فبرايرإلى
منتصف مارس، ويكسو صغار الفقمة لحظة الولادة الفروالأبيض ويتغير لونه مع
نموه في المستقبل
ويزن صغير الفقمة لحظةالولادة 73 باوندا وطوله قد يصل إلى ثلاثة أقدام، ويلازم
الصغار أمهم في أول 35 أو 40 يوما بعد الولادة وفي خلال هذه الفترة تعطي
الأم دروساً لصغارها في الغوص والسباحة وتفقد الأم خلال أيام التدريب هذه ما
يقارب الـ 200 باوند حيث إنها تصوم عن الأكل لتغذية صغارها