حدث خلال شهر رمضان سنة 841هـ - 1437م أن انتشر وباء الطاعون فى مصر
فأرسل السلطان المملوكي الشرف برسبلاي إلى قضاة المذاهب الأربعة و العلماء يستفتيهم
عن سبب ذلك , فاجتمع العلماء على رأى واحد و هو أن الطاعون يظهر إذا تفشى الزنا
بين الناس , و أن النساء قد تزايد خروجهن فى الطرقات و هن متبرجات ليلاً و نهاراً فى
الأسواق , و أشاروا على السلطان أن يمنع خروج النساء إلا إلى الحمام فقط. فمال
السلطان إلى رأيهم , و أصدر مرسوماً بمنع النساء من الخروج من بيوتهن ,وتشدد
فى ذلك حتى كانت المرأة تفقد أبنها أو أخاها و لا تستطيع الخروج وراء الجنازة.
وحتى الغاسلة لم تكن تستطيع الخروج من بيتها لغسل الموتى من النساء إلا بعد أن
ترسل رجلاً من قبلها إلى المحتسب ليحصل لها منه على تصريح بالخروج.
وكان على الغاسلة أن تخيط هذا التصريح فى الإزار فوق عصابتها حتى يعلم أنها غاسلة.
وصار الحجاب يطوفون بكل أنحاء المدينة فإذا صادفوا امرأة ماشية أو راكبة ضربوها
وأوقعوا بها أشد أنواع العقاب.
وقد أدى ذلك كساد التجارة و قلة حركة البيع و الشراء فى الأسواق