المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فكر قبل أن تعمل !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت العابد

بنت العابد


اعلام خاصة : فكر قبل أن تعمل ! 217295_10150225363746798_156948116797_8385364_7273578_n
الجنس : انثى عدد المساهمات : 31841
تاريخ التسجيل : 19/12/2013
الموقع الموقع : بيت المعز
المزاج : مع الله والحمد لله

فكر قبل أن تعمل ! Empty
مُساهمةموضوع: فكر قبل أن تعمل !   فكر قبل أن تعمل ! I_icon_minitimeالجمعة 7 سبتمبر 2018 - 16:36

فكر قبل أن تعمل ! Img_1421828492_637






فكر قبل أن تعمل ! 01526231596


روي أن أحد الولاة
كان يتجول ذات يوم في السوق القديم
متنكرا في زي تاجر
وأثناء تجواله وقع بصره على دكان قديم
ليس فيه شيء مما يغري بالشراء
كانت البقالة شبه خالية
وكان فيها رجل طاعن في السن
يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك
ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات
التي تراكم عليها الغبار
اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه
ورد الرجل التحية بأحسن منها
وكان يغشاه هدوء غريب وثقة بالنفس عجيبة ..
وسأل الوالي الرجل :
دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع !؟
أجاب الرجل بهدوء وثقة :
أهلا وسهلا .. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق !
قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية ..
فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال :
هل أنت جاد فيما تقول !؟
أجاب الرجل :
نعم كل الجد فبضائعي لا تقدر بثمن
أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه
دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة ..
وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان ثم قال :
ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع
قال الرجل :
أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير
وانتفع بها الذين اشتروها
ولم يبق معي سوى لوحتين .
قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة
قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة :
نعم يا سيدي .. فأنا أربح كثيرا
فلوحاتي غالية الثمن جدا .
تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار
فإذا مكتوبا فيها :
( فكر قبل أن تعمل )
تأمل الوالي العبارة طويلا .. ثم التفت إلى الرجل وقال :
بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟
قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط
ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه
وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئا
وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز ..
قال الوالي : عشرة آلاف دينار ..
هل أنت جاد ؟
قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن
لم يجد الوالي في إصرار العجوز
إلا ما يدعو للضحك والعجب ..
وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله
فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن
فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار ..
والرجل يرفض
فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة
حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار ..
والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها
ضحك الوالي وقرر الانصراف
وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف
ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه
وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء ..
وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر ..!
لقد كان ينوي أن يفعل شيئا تأباه المروءة
فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل  )
فتراجع عما كان ينوي القيام به
ووجد انشراحا لذلك ..
وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة
ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة
قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر ..!
ومن هنا وجد نفسه يهرول
باحثا عن دكان العجوز في لهفة
ولما وقف عليه قال :
لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده ..
لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء
وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة
ثم ناولها الوالي واستلم المبلغ كاملا
وقبل أن ينصرف الوالي قال له الشيخ :
بعتك هذه اللوحة بشرط ..
قال الوالي : وما هو الشرط ؟
قال : أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك
وعلى أكثر الأماكن في البيت
وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة ..!
وذهب الوالي إلى قصره
وأمر بكتابة هذه الحكمة
في أماكن كثيرة في القصر
حتى على بعض ملابسه وملابس نسائه
وكثير من أداواته !!!
وتوالت الأيام وتبعتها شهور
وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند
أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية
واتفق مع حلاق الوالي الخاص
أغراه بألوان من الإغراء
حتى وافق أن يكون في صفه
وفي دقائق سيتم ذبح الوالي !!
ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي
أدركه الارتباك
إذ كيف سيقتل الوالي
إنها مهمة صعبة وخطيرة
وقد يفشل ويطير رأسه ..!!
ولما وصل إلى باب القصر
رأى مكتوبا على البوابة :
( فكر قبل أن تعمل !! )
وازداد ارتباكا وانتفض جسده
وداخله الخوف ولكنه جمع نفسه ودخل
وفي الممر الطويل
رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك :
( فكر قبل أن تعمل ! )
( فكر قبل أن تعمل !! )
( فكر قبل أن تعمل !! ) .. !! وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه
فلا ينظر إلا إلى الأرض
رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه ..!!
وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا
فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة
وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجها لوجه !!
( فكر قبل أن تعمل !!) !!
فانتفض جسد ه من جديد
وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد !
وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب
الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه :
( فكر قبل أن تعمل !! ) ..
شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة
بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له !!
وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي
أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة :
( فكر قبل أن تعمل ).. !!
واضطربت يده وهو يقوم بفتح الصندوق
وأخذ جبينه يتصبب عرقا
وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس
فرآه مبتسما هادئا
مما زاد في اضطرابه وقلقه ..!
فلما هم بوضع رغوة الصابون
لاحظ الوالي ارتعاشة يده
فأخذ يراقبه بحذر شديد وتوجس
وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه
فصرف نظره إلى الحائط
فرأى اللوحة منتصبة أمامه
( فكر قبل أن تعمل ! ) ..!!
فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي
وهو يبكي منتحبا
وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة !!
وذكر له أثر هذه الحكمة
التي كان يراها في كل مكان
مما جعله يعترف بما كان سيقوم به !!
ونهض الوالي
وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه
وعفا عنه ..
وقف الوالي أمام تلك اللوحة
يمسح عنها ما سقط عليها من غبار
وينظر إليها بزهو وفرح وانشراح
فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز
وشراء حكمة أخرى منه !!
لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقا
وأخبره الناس أن العجوز قد مات !!
وكتب على محله اذكرو الله يذكركم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فكر قبل أن تعمل !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: منتدى الادب والثقافة :: قسم القصة بأنواعها-
انتقل الى: