...(العنكبوت)..

القرأن الكريم ملىء بآيات الاعجاز ومنها قول الله تعالى :
" كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون " العنكبوت 41 .
عندما ننظر الى قوله تعالى " اتخذت بيتا .." نجد أن هذه الآية الكريمة فيها اشارة الى أن الذى يقوم
ببناء البيت هى اناث العناكب ...
التى تحمل فى جسمها غدد افراز المادة الحريرية التى ينسج منها العنكبوت ... والذكر يشارك بعض
الأوقات بالمساعدة فى عمليات التشييد أو الترميم أو التوسعة .
من هنا كان الاعجاز العلمى فى قوله تعالى : اتخذت بيتا ... وفى قوله تعالى " وان أوهن البيوت لبيت
العنكبوت " هذا النص القرأنى يشير الى عدد من الحقائق المهمة منها : أن بيت العنكبوت هو من الناحية
المادية أضعف بيت على الاطلاق لانه مكون من مجموعة من الخيوط غابة فى الدقة تتشابك مع بعضها بعضا
تاركة مسافات بينية كبيرة فى أغلب الأحيان ... ولذلك فهى لا تقى من حرارة الشمس ولا من البرد ولا
تحدث ظلا كافيا ... ولا تقى من المطر ولا من رياح عاصفة ولا من أخطار المهاجمين .
وذلك على الرغم من الأعجاز فى بنائها فخيوط بيت العنكبوت حريرية دقيقة جدا ... يبلغ سمك الواحد منها
فى المتوسط واحدا من المليون من البوصة ... أو جزءا من أربعة آلاف جزء من سمك الشعرة العادية فى
رأس الانسان .
ويتميز بمقاومة للشد أكبر من مثيلتها من الصلب لذلك يعد حرير العنكبوت واحدا من أقوى المواد الموجودة
على سطح الأرض .
والعنكبوت يبنى بيته من ضفائر تضم الواحدة منها عدد من هذه الخيوط المضفرة والمجدولة تجديلا قويا ...
ولذلك قال الله تعالى( أوهن البيوت ) ... ولم يقل أوهن الخيوط لأنه بالرغم من شدة خيوط بيت العنكبوت
فانه أوهن البيوت .
كما أن بيت العنكبوت من الناحية المعنوية هو أوهن بيت على الاطلاق لأنه بيت محروم من معنى المودة
والرحمة التى يقوم على أساسها كل بيت ... وذلك لأن الأنثى فى بعض أنواع العنكبوت تقضى على ذكرها
بمجرد اتمام عملية الاخصاب ... لآنها أكبر حجما وأكثر شراسة ... وفى بعض الحالات تلتهم الأنثى
صغارها دون أدنى رحمة .